تفسير الأعقم - الأعقم  
{إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُـُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا} (7)

{ إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم } يعني أحسنتم التوحيد والعمل الصالح ، أحسنتم لأنفسكم لها ثوابها واليها يعود نفعها { وإن أسأتم } العمل { فلها } قيل : الخطاب لبني اسرائيل ، وقيل : الخطاب لأمة نبينا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اعتراضاً بين القصة { فإذا جاء وعد الآخرة } أي المرة الأخرى من إفسادكم بالقتل والظلم ، وقيل : بقصدهم بقتل عيسى ، وقيل : يحيى ( عليه السلام ) ، واختلفوا فيمن جاءهم في هذه الواقعة قيل : الفرس والروم قتلوهم وسبوهم وأخذوهم بعد أن كانوا الملوك على الناس ، وقيل : الذي غزا بني اسرائيل في المرة الأخرى ملوك فارس والروم وذلك لما قتلوا يحيى أتاهم ملوك الروم فقتل منهم مائة ألف وثمانين ألفاً وخرب بيت المقدس ، وقيل : جاءهم بخت نصّر ، وقيل : لم يزل دم يحيى بن زكريا حتى قتل منهم بخت نصر سبعين ألفاً واثنين وسبعين ألفاً ثم سكن الدم { لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ } إنما ذكر الوجه لأن معه يظهر السرور والحزن { وليدخلوا المسجد } بيت المقدس ونواحيه { كما دخلوه أول مرة } وإنما أضاف الدخول أول مرة إلى هؤلاء وإن كان بين الدخولين مدة عظيمة لأنهم كانوا في ذلك الوقت راضين بفعلهم ، وقيل : يحتمل أن يكون القوم في الكرتين واحد والمدة بينهما قريبة فلا مانع { وليتبّروا ما علوا } أي ليهلكوا وليدمروا ما علوا عليه من بلادهم