محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَٰنَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنۢبِهِۦٓ أَوۡ قَاعِدًا أَوۡ قَآئِمٗا فَلَمَّا كَشَفۡنَا عَنۡهُ ضُرَّهُۥ مَرَّ كَأَن لَّمۡ يَدۡعُنَآ إِلَىٰ ضُرّٖ مَّسَّهُۥۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡمُسۡرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (12)

/ [ 12 ] { وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون 12 } .

{ وإذا مس الإنسان الضر دعانا } أي لكشفه وإزالته { لجنبه } حال من فاعل ( دعا ) واللام بمعنى ( على ) أي على جنبه ، أي مضطجعا { أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر } أي مضى على طريقته الأولى ، { كأن لم يدعنا إلى ضر } أي كشفه { مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون } أي من الإعراض عن الذكر ، واتباع الشهوات . والآية سيقت احتجاجا على المشركين ، بما جبلوا عليه كغيرهم من الالتجاء إليه تعالى عند الشدائد ، علما بأنه لا يكشفها إلا هو ، ليطرحوا عبادة ما لا يضر ولا ينفع ، ويستيقنوا أنه الإله الأحد ، الذي لا يعبد سواه . وفيها نعي عليهم سوء منقلبهم ، إثر كشف كرباتهم ، وتحذير من مثل صنيعهم .