الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَٰنَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنۢبِهِۦٓ أَوۡ قَاعِدًا أَوۡ قَآئِمٗا فَلَمَّا كَشَفۡنَا عَنۡهُ ضُرَّهُۥ مَرَّ كَأَن لَّمۡ يَدۡعُنَآ إِلَىٰ ضُرّٖ مَّسَّهُۥۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡمُسۡرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (12)

وقوله سبحانه : { وَإِذَا مَسَّ الإنسان الضر دَعَانَا لِجَنبِهِ } [ يونس : 12 ] .

هذه الآية أيضاً عتاب على سوء الخُلُقِ من بعض الناس ، ومضمَّنة النهْيُ عن مثل هذا ، والأَمرُ بالتسليم إِلى اللَّه والضَّراعة إِليه في كلِّ حال ، والعلْمُ بأنَّ الخير والشر منه ، لا رَبَّ غيره ، وقوله : { لِجَنبِهِ } ، في موضع الحال ؛ كأنه قال : مُضْطَجِعاً ، والضُّرُّ عامٌ لجميع الأمراض والرزايا .

وقوله : { مَرَّ } يقتضي أن نزولها في الكفَّار ، ثم هي بعد تتناوَلُ كلَّ من دَخَلَ تحْتَ معناها مِنْ كافرٍ وعاصٍ .