سميت به ، عليه السلام ، لتضمنها قوله{[1]} : { فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس } ففيه غاية ما يفيد فيه الإيمان ، وضرر تركه وتأخيره ، وهو المقصد الأعلى من إنزال الكتاب قاله المهايمي .
وهذه السورة مكية ، واستثنى منها قوله تعالى{[2]} : { فإن كنت في شك . . . } الآيتين . وقوله{[3]} : { ومنهم من يؤمن به . . . } الآية . قيل : نزلت في اليهود . وقيل : من أولها إلى رأس أربعين مكي ، والباقي مدني- حكاه ابن الفرس والسخاوي في ( جمال القراء ) .
[ 1 ] { آلر تلك آيات الكتاب الحكيم 1 } .
{ آلر } مسرود على نمط التعديد بطريق التحدي . أو اسم للسورة فمحله الرفع أنه خبر مبتدأ محذوف أي هذه السورة مسماة ب { آلر } والإشارة إليها قبل جريان ذكرها لما أنها باعتبار كونها على جناح الذكر وبصدده ، صارت في حكم الحاضر ، كما يقال : هذا ما اشترى فلان . أو النصب بتقدير : اقرأ .
وكلمة { تلك } إشارة إليها ، أما على تقدير كون { آلر } مسرودة على نمط التعديد ، فقد نزّل حضور مادتها ، التي هي الحروف المذكورة ، منزلة ذكرها فأشير إليها ، كأنه قيل : هذه الكلمات المؤلفة من جنس هذه الحروف المبسوطة . . . الخ .
وأما على تقدير كونه اسما للسورة ، فقد نوهت بالإشارة إليها بعد تنويهها بتعيين اسمها ، أو الأمر بقراءتها . وما في اسم الإشارة من معنى البعد ، للتنبيه على بعد منزلتها في الفخامة ، ومحله الرفع على أنه مبتدأ ، خبره قوله تعالى :
{ آيات الكتاب الحكيم } ، وعلى تقدير كون { آلر } مبتدأ ، فهو مبتدأ ثان ، أو بدل من الأول . والمعنى : هي آيات مخصوصة منه ، مترجمة باسم مستقل . والمقصود ببيان بعضيتها منه ، وصفا بما اشتهر اتصافه به من النعوت الفاضلة ، والصفات الكاملة .
والمراد ب { الكتاب } : إما جميع القرآن العظيم ، وإن لم ينزل الكل حينئذ ، لاعتبار تعينه وتحققه في علم الله تعالى ، وإما جميع القرآن النازل وقتئذ ، المتفاهم بين الناس إذ ذاك .
و { الحكيم } أي ذو الحكمة ، وإنما وصف به لاشتماله على فنون الحكم الباهرة ، ونطقه بها ، أو هو من باب وصف الكلام بصفة صاحبه ، أو من باب الاستعارة المكنية المبنية على تشبيه الكتاب بالحكيم الناطق بالحكمة أفاده أبو السعود .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.