محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَإِنَّ لَكُمۡ فِي ٱلۡأَنۡعَٰمِ لَعِبۡرَةٗۖ نُّسۡقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِۦ مِنۢ بَيۡنِ فَرۡثٖ وَدَمٖ لَّبَنًا خَالِصٗا سَآئِغٗا لِّلشَّـٰرِبِينَ} (66)

[ 66 ] { وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين 66 } .

{ وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث } ، وهو : ما في الكرش من الثقل ، { ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين } ، أي : سهل المرور في حلقهم .

بيّن تعالى آيته في الأنعام بما ذكر ؛ ليستدل به على وحدانيته وانفراده بالألوهية . وليستدل به أيضا على الحشر . فإن العشب الذي يأكله الحيوان ، إنما يتولد من الماء والتراب . فقلب الطين نباتا وعشبا ، ثم تبديله دما في جوف الحيوان ، ثم تحويله إلى لبن ، أعظم عبرة على قدرته تعالى على قلب هذه الأجسام الميتة ، من صفة إلى صفة . وإنما ذكّر الضمير في " بطونه " هنا ، وأنثه في سورة المؤمنين ؛ لكون الأنعام اسم جمع ، فيذكر ويفرد ضميره ، باعتبار لفظه . ويؤنث ويجمع ، باعتبار معناه .