{ وَإِنَّ لَكُمْ فِى الأنعام لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِى بُطُونِهِ } ، وبفتح النون : نافع ، وشامي ، وأبو بكر . قال الزجاج : سقيته وأسقيته : بمعنى واحد . ذكر سيبويه الأنعام ، في الأسماء المفردة الواردة على أفعال ؛ ولذا رجع الضمير إليه مفرداً ، وأما في بطونها في سورة «المؤمنين » ؛ فلأن معناه الجمع ، وهو استئناف ، كأنه قيل : كيف العبرة ؟ فقال : { نسقيكم مما في بطونه } { مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا } ، أي : يخلق الله اللبن وسيطاً بين الفرث والدم يكتنفانه ، وبينه وبينهما برزخ ، لا يبغي أحدهما عليه بلون ، ولا طعم ، ولا رائحة ، بل هو خالص من ذلك كله . قيل إذا أكلت البهيمة العلف ، فاستقر في كرشها ، طبخت ، ه فكان أسفله فرثاً ، وأوسطه لبناً ، وأعلاه دماً ، والكبد مسلطة على هذه الأصناف الثلاثة : تقسمها ، فتجري الدم في العروق ، واللبن في الضروع ، ويبقى الفرث في الكرش ثم ينحدر ، وفي ذلك عبرة لمن اعتبر . وسئل شقيق عن الإخلاص ، فقال : تمييز العمل من العيوب ، كتمييز اللبن من بين فرث ودم . { سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ } ، سهل المرور في الحلق ، ويقال : لم يغص أحد باللبن قط . و«من » الأولى للتبعيض ؛ لأن اللبن بعض ما في بطونها ، والثانية لابتداء الغاية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.