{ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون 14 } .
{ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا } أي : أظهروا لهم الإيمان ، والموالاة ، والمصافة نفاقا ، ومصانعة ، وتقيّة وليشركوهم فيما أصابوا من خير ومغنم .
/ واعلم أن مساق هذه الآية بخلاف ما سيقت له أول قصة المنافقين ، فليس بتكرير . لأن تلك في بيان مذهبهم ، والترجمة عن نفاقهم ؛ وهذه لبيان تباينُ أحوالهم ، وتناقض أقوالهم في أثناء المعاملة والمخاطبة حسب تباين المخاطبين !
{ وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون } يقال : خلوت بفلان وإليه أي : انفردت معه ؛ ويجوز أن يكون من خلا بمعنى : مضى ، ومنه : القرون الخالية . والمراد ب { شياطينهم } : أصحابهم أولو التمرد والعناد ؛ والشيطان يكون من الإنس والجن ، كما قال تعالى : { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا } {[490]} . وإضافتهم إليهم للمشاركة في الكفر . واشتقاق شيطان من شطن ، إذا بعد ، لبعده من الصلاح والخير .
ومعنى { إنا معكم } أي في الاعتقاد على مثل ما أنتم عليه ، إنما نحن في إظهار الإيمان عند المؤمنين مستهزئون ساخرون بهم . والاستهزاء بالشيء السخرية منه . يقال : هزأت واستهزأت بمعنى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.