قوله( {[896]} ) : ( وَإِذَا لَقُوا الذِينَ ءَامَنُوا )[ 13 ] الآية .
أصل " لَقُوا " : " لَقُيوا " ، فألقيت حركة الياء على القاف ، وحذفت الياء لسكونها وسكون الواو بعدها( {[897]} ) . [ وهذه( {[898]} ) ] صفة المنافقين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر .
قوله( {[899]} ) : ( وَإِذَا خَلَوِا( {[900]} ) اِلَى شَيَاطِينِهِمْ )[ 13 ] .
يعني أصحابهم ، وقيل( {[901]} ) : رؤساؤهم في الكفر قال الله : ( شَيَاطِينَ الاِنْسِ )( {[902]} ) فسمى أهل الفسق من( {[903]} ) الإنس شياطين .
وقيل : الشياطين هنا الكهان( {[904]} ) .
وقيل : هم الكفار والمنافقون إذا لقوهم قالوا : ( إِنَّا مَعَكُمُ ) أي على دينكم( {[905]} ) .
و " إلى " بمعنى " مع " ، كما قال : ( وَلاَ تَاكُلُوا أَمْوَالَهُمُ( {[906]} ) إِلَى أَمْوَالِكُمُ )( {[907]} ) ، أي مع أموالكم( {[908]} ) .
وقيل : إلى على( {[909]} ) بابها( {[910]} ) .
[ والعرب( {[911]} ) ] تقول : " خلوت به " ، و " خلوت إليه ومعه " ، لكن الباء يجوز أن تدل على أن معنى " خلوت به " من السخرية( {[912]} ) و " إلى " " لا تدل إلى على " خلوت إليه " في أمر ما . والآية ليست/ على معنى السخرية ، فلذلك لم( {[913]} ) يأت بالباء لما فيها من الإشكال إذ هي تحتمل( {[914]} ) معنى " إلى " ، وتحتمل( {[915]} ) السخرية( {[916]} ) . وأيضاً فإن معنى " إلى " أنه على معنى : [ وإذا صرفوا( {[917]} ) ] إلى شياطينهم/ قالوا : إنا معكم ، أي على دينكم [ الجالب لإلى " ]( {[918]} ) الانصراف الذي دل عليه الكلام ، والباء لا تدخل مع الانصراف الذي دل( {[919]} ) عليه الكلام ، فلذلك أيضاً لم تدخل مع " خلوا( {[920]} ) " .
- قيل : هو فعلان من " شيط " فلا ينصرف إذا سميت به في المعرفة للتعريف والزيادتين كعثمان ، وينصرف في النكرة( {[921]} ) ، وذلك المستعمل فيه في الكلام والقرآن . أعني النكرة على أنه واحد من جنسه كَسِرْحَان اسم واحد " الذِّئَاب " .
- وقيل : هو ( فَيْعَال ) من الشطن وهو الحبل ، فيكون معناه أنه ممتد في الشر ، ومنه " بِئْر( {[922]} ) شَطُونٌ " ، إذا كانت بعيدة الاستقاء( {[923]} ) . وهو عند القتبي فَيْعال " من شطن " أي بَعُدَ من الخير يقال : " شطنت داره( {[924]} ) " ، أي( {[925]} ) بعدت .
فهو ينصرف( {[926]} ) على هذين القولين في المعرفة والنكرة . وتصغيره على القول الأول في المعرفة شيطان ، ولا يجمع على شياطين إلا أن تجعله( {[927]} ) نكرة فيجمع على شياطين . " كسرحان ، وسراحين ، ووزنه فعالين( {[928]} ) على مذهب من جعله مِنْ " شَيَّطَ " ووزنه ( فياعيل ) على مذهب من جعله من " شطن " وتصغيره على القولين الآخرين( {[929]} ) " شييطين " في المعرفة والنكرة .
قوله : ( إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ )[ 13 ] .
أي نستهزئ بالمومنين في قولنا/ لهم : " آمنا " . وهمزة " مستهزئون " يجوز في تخفيفها وجهان : أحدهما : ( {[930]} ) أن تجعلها بين الهمزة المضمومة والواو الساكنة( {[931]} ) ، وهو قول سيبويه( {[932]} ) .
والوجه الثاني : أن تجعلها بين الهمزة المضمومة والياء الساكنة لأجل انكسار ما قبلها وهو قول الأخفش . وحكى بدلها بياء بياء مضمومة وليس بقياس( {[933]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.