فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ} (14)

{ شياطينهم } أئمتهم في البغي من الإنس والجن . { مستهزؤون } مستخفون ساخرون .

{ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون } يبتغون بادعائهم الإيمان المصانعة للمؤمنين والمشاركة فيما يسوق الله إلى أوليائه من خير أو مغانم ، فهم لهذا إذا واجهوا المؤمنين وجلسوا إليهم يعلنون إيمانهم- وقلوبهم منكرة- وقد نبأ الله المؤمنين من أخبارهم : فقال جل شأنه : { وإذا جاءوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به . . . }{[145]} أي يدخلون عليكم وهم على كفرهم ، ويخرجون من عندك وما تغير من كفرهم شيء وحين يبتعدون عن أعينكم ومجالسكم ويذهبون ويخلصون إلى أقرانهم وكبرائهم وقادتهم وأشقيائهم من شياطين الإنس والجن- وكلهم أعداء الله ، يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا يقول هؤلاء المخادعون لأئمة ضلالهم : إنهم على إفكهم وكفرهم ؛ وإنما صنيعهم في التكلم بكلام المسلمين والتردد على مجالسهم ومشاركتهم بعض أعمالهم ليس إلا على سبيل الاستهزاء والسخرية .


[145]:سورة المائدة من الآية 61.