فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{۞وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡيًا أَوۡ مِن وَرَآيِٕ حِجَابٍ أَوۡ يُرۡسِلَ رَسُولٗا فَيُوحِيَ بِإِذۡنِهِۦ مَا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ عَلِيٌّ حَكِيمٞ} (51)

{ *وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء } .

وما صح لأي فرد من الآدميين أن يتلقى كلام الملك الكبير- تبارك اسمه- إلا على هذا النهج الذي بينته الآية : فإما أن يكون إلقاء في القلب - وهو غير الإلهام ، الذي منه ما ألهم الله أم موسى حين وضعته وأرضعته أن تلقيه في صندوق وتلقي الصندوق في النهر- وإما أن يكون كلاما من وراء حجاب كما كلم الله موسى-عليه السلام- { ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني . . }{[4279]} ، أو يرسل المولى الكريم ملكا فيبلغ وحي الله إلى من شاء - سبحانه- من عباده .

{ إنه علي حكيم( 51 ) } .

ربنا العظيم متعال عن الاتصاف بصفات المخلوقين ، حكيم يفعل ما يريد على ما تقتضيه الحكمة .


[4279]:سورة الأعراف. من الآية 143.