جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡيًا أَوۡ مِن وَرَآيِٕ حِجَابٍ أَوۡ يُرۡسِلَ رَسُولٗا فَيُوحِيَ بِإِذۡنِهِۦ مَا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ عَلِيٌّ حَكِيمٞ} (51)

{ وما كان{[4473]} } : ما صح { لبشر{[4474]} أن يكلمه الله إلا وحيا } : وهو الإلهام{[4475]} أو المنام{[4476]} { أو من وراء حجاب } : يسمع كلامه ولا يراه ، كما لموسى عليه الصلاة والسلام { أو يرسل رسولا{[4477]} } : ملكا { فيوحي } ذلك الرسول إلى المرسل إليه { بإذنه }أي : الله { ما يشاء } أي : الله ، ووحيا وأن يرسل بمعنى : موحيا ومرسلا ، ويقدر مسمعا قبل من وراء الحجاب ، وكل منها حال ، أو الكل مصدر ، فإن الوحي والإرسال نوعان من التكلم ، ويقدر قبل من وراء حجاب إسماعا ، أو تقديره : بأن يوحى أو يسمع من وراء حجاب ، أو يرسل فنصبه بنزع الخافض { إنه علي } عن مماثلة خلقه { حكيم } فيفعل ما تقتضيه حكمته


[4473]:ولما ذكر قدرته التامة أعقبه بالنعمة العظيمة التي ليست لأحد، إلا من خصه الله تعالى من فضله، فقال:{وما كان لبشر} الآية /12 وجيز.
[4474]:وفي المعالم وغيره أن اليهود قالوا لرسول الله- صلى الله عليه وسلم: ألا تكلم الله وتنظر إليه إن كنت نبيا كما كلمه موسى- صلى الله عليه وسلم- ونظر إليه؟ فنزل قوله:{وما كان لبشر} الآية/12 وجيز.
[4475]:كما ألهمت أم موسى أن تقذفه في البحر/12 لباب.
[4476]:كما رأى إبراهيم في المنام أن يذبح ولده وهو وحي /12 لباب.
[4477]:قال ابن عباس- رضي الله عنه:" إلا أن يبعث ملكا يوحى إليه من عنده أو يلهمه فيقذف في قلبه أو يكلمه من راء حجاب/12 در منثور.