محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةٗ تَأۡخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمۡ هَٰذِهِۦ وَكَفَّ أَيۡدِيَ ٱلنَّاسِ عَنكُمۡ وَلِتَكُونَ ءَايَةٗ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ وَيَهۡدِيَكُمۡ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا} (20)

{ وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما 20 } .

{ وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها } يعني ما يفيء عليهم من غنائم الكفار في سبيل الجهاد . { فعجّل لكم هذه } يعني غنائم خيبر . وأما الغنائم المؤخرة فسائر فتوح المسلمين بعد ذلك الوقت ، إلى قيام الساعة . وقيل : المعجلة هي صلح الحديبية . والصواب هو الأول ، كما قاله ابن جرير ، لأن المسلمين لم يغنموا بعد الحديبية غنيمة ، ولم يفتحوا فتحا أقرب من بيعتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية إليها ، من فتح خيبر وغنائمها . { وكف أيدي الناس عنكم } أي أيدي أهل خيبر ، فانتصرتم عليهم ، أو أيدي المشركين من قريش عنكم في الحديبية . واختار ابن جرير الأول . قال : لأن الثاني سيذكر في قوله تعالى { وهو الذي كف أيديهم عنكم . . . } الآية . أي والتأسيس خير من التأكيد . ولك أن تقول : لا مانع من التأكيد ، لا سيما في مقام التذكير بالنعم ، والتنويه بشأنها . وتكون الآية الثانية بمثابة التفسير للأولى ، والتبيين لمطلقها – والله أعلم- .

{ ولتكون آية للمؤمنين } أي ولتكون تلك الكفة أو الغنيمة عبرة للمؤمنين ، / يعرفون بها أنهم من الله تعالى بمكان ، وأنه ضامن نصرهم ، والفتح لهم . { ويهديكم صراطا مستقيما } أي ويزيدكم بصيرة ويقينا وثقة بفضل الله .