الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةٗ تَأۡخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمۡ هَٰذِهِۦ وَكَفَّ أَيۡدِيَ ٱلنَّاسِ عَنكُمۡ وَلِتَكُونَ ءَايَةٗ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ وَيَهۡدِيَكُمۡ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا} (20)

وقوله تعالى : { وَعَدَكُمُ الله } الآية ، مخاطبة للمؤمنين ، ووعد بجميع المغانم التي أخذها المسلمون ويأخذونها إلى يوم القيامة ؛ قاله مجاهد وغيره .

وقولهُ : { فَعَجَّلَ لَكُمْ هذه } يريد خيبَر ، وقال زيد بن أسلم وابنه : المغانم الكثيرة : خيبر ، وهذه إشارة إلى البيعة والتَّخَلُّصِ من أمر قريش ، وقاله ابن عباس .

وقوله سبحانه : { وَكَفَّ أَيْدِي الناس عَنْكُمْ } قال قتادة : يريد كَفَّ أَيديهم عن أهل المدينة في مغيب النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، { وَلِتَكُونَ آيَةً } أي : علامة على نصر المؤمنين ، وحكى الثعلبيُّ عن قتادة أَنَّ المعنى : كَفَّ اللَّه غطفان ومَنْ معها حين جاءوا لنصر خيبَر ، وقيل : أراد كَفَّ قريشاً .