لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَإِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَقۡصُرُواْ مِنَ ٱلصَّلَوٰةِ إِنۡ خِفۡتُمۡ أَن يَفۡتِنَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْۚ إِنَّ ٱلۡكَٰفِرِينَ كَانُواْ لَكُمۡ عَدُوّٗا مُّبِينٗا} (101)

القَصْرُ في الصلاة سُنَّةٌ في السفر ، وكان في ابتداء الشرع عند الخوف ، فأقرَّ ذلك مع زوال الخوف رفقاً بالعباد ، فلما دخل الفرضَ القَصرُ لأجل السفر عوضوا بإباحة النَّفل في السفر على الراحلة أينما توجهت به دابته من غير استقبال ، فكذلك الماشي ؛ ليُعْلَم أنَّ الإذنَ في المناجاة مستديمٌ في كل وقت ؛ فإن أردْتَ الدخول فمتى شئت ، وإن أردت التباعد مترخصاً فلك ما شئت ، وهذا غاية الكرم ، وحفظ سُنَّة الوفاء ، وتحقق معنى الولاء .