قوله : ( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ( {[13409]} ) فِي الاَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ ) الآية [ 101 ] .
ذكر بعض أهل المعاني [ أن الآية ]( {[13410]} ) في قصتين وحكمين .
فقوله : ( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الاَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ اَن تَقصُرُوا مِنَ الصَّلاَةِ ) في الإقصار في السفر ، وتم الكلام عند قوله : ( مِنَ الصَّلاَةِ )( {[13411]} ) .
ثم ابتدأ قصة أخرى في إباحة صلاة الخوف وصفتها .
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه سأل قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقالوا يا رسول الله : أنضرب الأرض ؟ أي : نسير ، فأنزل الله عز وجل ( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الاَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ اَن تَقصُرُوا مِنَ الصَّلاَةِ ) ثم انقطع الوحي فلما كان بعد ذلك بحول وغزا( {[13412]} ) النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر ، فقال المشركون : لقد أمكنكم( {[13413]} ) هو وأصحابه من ظهورهم هلا شددتم عليهم ؟ فقال قائل : إن لهم أخرى مثلها في أثرها ، فأنزل الله عز وجل ( إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الذِينَ كَفَرُوا ) –إلى قومه- ( عَذَاباً مُّهِيناً ) فنزلت صلاة الخوف بكيفيتها( {[13414]} ) .
وقال ابن عباس : معنى القصر هنا هو أن يقصروا من ركوعها وسجودها في حال الخوف ، ويصلي كيف ما أمكن إلى القبلة وإلى غيرها ماشياً أو راكباً ، كما قال : ( فَرِجَالاً اَوْ رُكْبَاناً )( {[13415]} ) وهو اختيار الطبري( {[13416]} ) ، قال : ودليله قوله ( فَإِذَا اطْمَأَنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ ) وإقامتها إتمام ركوعها وسجودها ، وفرائضها من قبلة وغيرها .
فقد قال جماعة من التابعين والصحابة منهم ، حذيفة وجابر بن عبد الله وابن جبير ، وروى مجاهد عن ابن عباس ، وقالوا : فرض الله على( {[13417]} ) المقيم أربعاً وعلى المسافر ركعتين وفي الخوف ركعة( {[13418]} ) ، قالوا فقصر الصلاة في الخوف أن تصلي ركعة لأنهم مسافرون ، فصلاتهم ركعتان ، وقصر الركعتين لا يكون إلى ركعتين إنما ذلك أن يصلوا( {[13419]} ) ركعة واحدة ، وتواترت الأخبار عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : فرضت الصلاة ركعتين ، ثم أتمت صلاة المقيم ، وأُقرت صلاة المسافر بحالها( {[13420]} ) .
وقرأ أبي بن كعب " أن تقصُروا من الصلاة أن يفتنكم الذين كفروا " بحذف ( إِنْ خِفْتُمْ ) على معنى كراهة أن يفتنكم( {[13421]} ) .
وروي عن عائشة أنها قالت : أول ما فرضت الصلاة ركعتين ركعتين ، فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم المدينة صلى إلى كل صلاة مثلها إلا صلاة المغرب فإنها وتر ، وإلا صلاة الصبح لطول قراءتها ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر عاد إلى صلاته الأولى ركعتين( {[13422]} ) .
قال ابن عباس : من صلى في السفر أربعاً كمن صلى في الحضر ركعتين( {[13423]} ) .
( وقال( {[13424]} ) عمر بن عبد العزيز : صلاة السفر ركعتان حتم لا يصلح غيرهما ) ، وروى عن مالك الإعادة على من أتم( {[13425]} ) في السفر( {[13426]} ) .
قال ابن القاسم : في الوقت يعيد .
وقال أصحاب الرأي( {[13427]} ) : إذا صلى المسافر أربعاً ، فقعد في الثانية قدر التشهد فصلاته تامة ، وإن لم يقعد قدر التشهد ، فصلاته فاسدة وقال الشافعي وأبو ثور : المسافر بالخيار في الإتمام والقصر( {[13428]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.