بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَقۡصُرُواْ مِنَ ٱلصَّلَوٰةِ إِنۡ خِفۡتُمۡ أَن يَفۡتِنَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْۚ إِنَّ ٱلۡكَٰفِرِينَ كَانُواْ لَكُمۡ عَدُوّٗا مُّبِينٗا} (101)

قوله تعالى : { وَإِذَا ضَرَبْتُمْ في الأرض } يعني إذا خرجتم إلى السفر { فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ } ويقول : لا إثم ولا حرج عليكم { أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا } يعني يقتلكم . والفتنة في أصل اللغة الاختبار ، ثم سمي القتل فتنة لأن معنى الاختبار كما قال { فما أمن لموسى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ على خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأرض وَإِنَّهُ لَمِنَ المسرفين } [ يونس : 83 ] أي يقتلهم . فالله تعالى قد أباح قصر الصلاة عند الخوف ، ثم صار ذلك عاماً لجميع المسافرين أن يقصروا من الصلاة خافوا أو لم يخافوا . وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ الله بِهَا عَلَيْكُمْ فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ » ثم قال تعالى : { إِنَّ الكافرين كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً } ظاهر العداوة ، ومعناه كونوا بالحذر منهم .