لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَلَقَدۡ جِئۡتُمُونَا فُرَٰدَىٰ كَمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَتَرَكۡتُم مَّا خَوَّلۡنَٰكُمۡ وَرَآءَ ظُهُورِكُمۡۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمۡ شُفَعَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُمۡ أَنَّهُمۡ فِيكُمۡ شُرَكَـٰٓؤُاْۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيۡنَكُمۡ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمۡ تَزۡعُمُونَ} (94)

دَخَلْتَ الدنيا بخرقةٍ ، وخَرَجْتَ منها بخرقة ، أَلاَ وتلك الخرقة أيضاً ( . . . . ) ، وما دخلت إلا بوصف التجرد ، ولا خرجتَ إلا بحكم التفرد . ثم الأثقالُ والأوزارُ ، والأحمالُ والأوضارُ لا يأتي عليها حَصْرٌ ولا مقدار ؛ فلا ما لكم أغنى عنكم ولا حالكم يَرْفُعُ منكم ، ولا لكم شفيعٌ يخاطبنا فيكم ؛ فقد تَقَطَّعَ بَيْنُكم ، وتَفرَّق وَصْلُكم ، وتبدَّد شملُكم ، وتلاشى ظنُّكم ، وخانكم - في التحقيق - وسعُكم .