جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَقَدۡ جِئۡتُمُونَا فُرَٰدَىٰ كَمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَتَرَكۡتُم مَّا خَوَّلۡنَٰكُمۡ وَرَآءَ ظُهُورِكُمۡۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمۡ شُفَعَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُمۡ أَنَّهُمۡ فِيكُمۡ شُرَكَـٰٓؤُاْۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيۡنَكُمۡ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمۡ تَزۡعُمُونَ} (94)

{ ولقد{[1479]} جئتمونا فُرادى } : منفردين عن الشفعاء ، والأموال ، والأهل ، { كما خلقناكم أول مرة } ، وقد كنتم تنكرون ذلك حال ثانية أو صفة مصدر جئتمونا أي : مجيئا مثل خلقناكم أو بدل من فرادى ، { وتركتم ما خوّلناكم } : تفضلنا عليكم من المال ، { وراء ظهوركم } : تركتموه كليا وليس معكم شيء منه ، { وما نرى معكم شُفعاءكم{[1480]} الذين زعمتم أنهم فيكم } : في ربوبيتكم واستعبادكم ، { شركاء } : لله ، { لقد تقطّع بينكم } ، على قراءة رفع ( بينكم ) يكون بمعنى الوصل ليس بظرف ، أو ليس بلام الظرفية ، وعلى قراءة النصب أسند لتقطع إلى ضمير الأمر لتقرره في النفوس أي : تقطع الأمر بينكم ، { وضل عنكم } : ضاع وبطل ، { ما كنتم تزعمون{[1481]} } : تزعمونه شفيعا .


[1479]:ولما كان من المعلوم أن ليس استكبارهم إلا لمالهم وخولهم وكان استظهارهم بالشفعاء اللات والعزى عقبه بقوله: (ولقد جئتمونا فرادى) الآية/12 وجيز.
[1480]:الذين قلتم: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) (الزمر: 3)/12 فتح.
[1481]:أنها شفعاءكم/12 بيضاوي.