تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَلَقَدۡ جِئۡتُمُونَا فُرَٰدَىٰ كَمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَتَرَكۡتُم مَّا خَوَّلۡنَٰكُمۡ وَرَآءَ ظُهُورِكُمۡۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمۡ شُفَعَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُمۡ أَنَّهُمۡ فِيكُمۡ شُرَكَـٰٓؤُاْۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيۡنَكُمۡ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمۡ تَزۡعُمُونَ} (94)

{ ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة } يقول : خلقنا كل إنسان فردا ويأتينا يوم القيامة فردا .

قال محمد : { فرادى } جمع فرد ، وكأنه جمع ( فردان ) ؛ كما قالوا : كسلان وكسالى . { وتركتم ما خولناكم } أي : ما أعطيناكم { وراء ظهوركم } يعني : في الدنيا .

{ وما نرى معكم شفعاءكم } يعني : آلهتكم { الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء } أي : أنهم شركاء لله فيكم ، فعبدتموهم من دون الله { لقد تقطع بينكم } أي : وصلكم الذي كان يواصل به بعضكم بعضا على عبادة الأوثان .

هذا تفسير من قرأها بالرفع ومن قرأها بالنصب{[328]} فالمعنى : لقد تقطع ما بينكم من المواصلة . { وضل عنكم ما كنتم تزعمون } أنها تشفع لكم .


[328]:هي قراءة نافع والكسائي وحفص عن عاصم وقرأ الباقون بالرفع انظر النشر (2/260) السبعة (263).