في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{۞وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخۡتَالٗا فَخُورًا} (36)

24

هناك أكثر من مناسبة واحدة ، تربط بين مطلع هذا الدرس ؛ وبين محور السورة كلها ، وموضوعاتها الأساسية من ناحية ؛ وبينه وبين موضوعات الدرس السابق في هذا الجزء من ناحية أخرى .

فهذا الدرس بدء جولة في تنظيم حياة المجتمع المسلم ؛ وتخليصه من رواسب الجاهلية ، وتثبيت الملامح الإسلامية الجديدة ؛ والتحذير من أهل الكتاب - وهم اليهود بالمدينة - وما جبلوا عليه من شر ونكر ؛ وما ينفثونه في المجتمع المسلم ، وما يبذلونه من جهود لتعويق نموه وتكامله - وبخاصة من الناحية الأخلاقية ، وناحية التكافل والتعاون ، اللتين هما موضع القوة النامية في هذا المجتمع الجديد . .

ولأن الدرس الجديد جولة جديدة ، فقد بدأ بالقاعدة الأولية التي يقوم عليها المجتمع المسلم - قاعدة التوحيد الخالص - التي تنبثق منها حياته ؛ وينبثق منها منهج هذه الحياة ، في كل جانب ، وفي كل اتجاه .

وقد سبق هذا الدرس أشواط منوعة في التنظيم العائلي ، والتنظيم الاجتماعي . وكان الحديث في الدرس السابق عن الأسرة وتنظيمها ووسائل صيانتها ، والروابط التي تشدها وتوثق بناءها . . فجاء هذا الدرس يتناول علاقات إنسانية - في المجتمع المسلم - أوسع مدى من علاقات الأسرة ؛ ومتصلة بها كذلك . متصلة بها بالحديث عن الوالدين . ومتصلة بها في توسعها بعد علاقة الوالدين ، لتشمل علاقات أخرى ؛ ينبع الشعور بها من المشاعر الودود الطيبة التي تنشأ في جو الأسرة المتحابة ؛ حتى تفيض على جوانب الإنسانية الأخرى ؛ ويتعلمها الإنسان - أول من يتعلمها - في جو الأسرة الحاني ومحضنها الرفيق . ومن هناك يتوسع في علاقاته بأسرة الإنسانية كلها ؛ بعدما بذرت بذورها في حسه أسرته الخاصة القريبة .

ولأن في الدرس الجديد توجيهات إلى رعاية الأسرة القريبة - العائلة - والأسرة الكبيرة - الإنسانية - وإقامة قيم وموازين في هذا الحقل ، للباذلين وللباخلين . . فقد ابتدأ الدرس بالقاعدة الأساسية التي تنبثق منها كل القيم والموازين - كما ينبثق منها منهج الحياة كله في المجتمع المسلم - وهي قاعدة التوحيد . . وربط كل حركة وكل نشاط ، وكل خالجة وكل انفعال بمعنى العبادة لله . التي هي غاية كل نشاط إنساني ، في ضمير المسلم وفي حياته . .

وبسبب من الحديث عن عبادة الله وحده - في محيطها الشامل - جاءت الفقرة الثانية في الدرس ؛ تبين بعض أحكام الصلاة والطهارة ؛ وتتخذ خطوة في طريق تحريم الخمر - ولم تكن قد حرمت بعد - باعتبار هذه الخطوة جزءا من برنامج التربية الإسلامية العامة الدائبة الخطى في المجتمع الوليد . وباعتبار علاقتها بالعبادة والصلاة والتوحيد . .

حلقات متماسكة بعضها مع بعض . ومع الدرس السابق . ومع محور السورة كذلك .

واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا ، وبالوالدين إحسانًا ، وبذي القربي واليتامى والمساكين ، والجار ذي القربي والجار الجنب والصاحب بالجنب ، وابن السبيل ، وما ملكت أيمانكم . . إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ، الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ، ويكتمون ما آتاهم الله من فضله . وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا . والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ، ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر . ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا ! وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله ، وكان الله بهم عليما . إن الله لا يظلم مثقال ذرة ، وإن تك حسنة يضاعفها ، ويؤت من لدنه أجرا عظيما . فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد ، وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ؟ يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ، ولا يكتمون الله حديثا . .

هذه الفقرة تبدأ بالأمر بعبادة الله وحده ، والنهي عن إشراك شيء به . . تبدأ بحرف عطف يربط بين هذا الأمر ، وهذا النهي ، والأوامر السابقة الخاصة بتنظيم الأسرة في أواخر الدرس الماضي . فيدل هذا الربطبين الموضوعين على الوحدة الكلية الشاملة المتكاملة في هذا الدين . فليس هو مجرد عقيدة تستكن في الضمير ؛ ولا مجرد شعائر تقام وعبادات ؛ ولا مجرد تنظيم دنيوي منقطع الصلة بالعقيدة وبالشعائر التعبدية . . إنما هو منهج يشمل هذا النشاط كله ، ويربط بين جوانبه ، ويشدها جميعا إلى الأصل الأصيل . وهو توحيد الله . والتلقي منه وحده - في هذا النشاط كله - دون سواه . توحيده إلها معبودا . وتوحيده مصدرا للتوجيه والتشريع لكل النشاط الإنساني أيضا . لا ينفك هذا التوحيد عن ذاك - في الإسلام - وفي دين الله الصحيح على الإطلاق .

ويلي الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك ، الأمر بالإحسان إلى تلك المجموعات من الأسرة الخاصة ، والأسرة الإنسانية ؛ وتقبيح البخل والخيلاء والفخر وأمر الناس بالبخل ، وكتمان فضل الله - من أي نوع سواء كان من المال أم من العلم والدين - والتحذير من اتباع الشيطان ؛ والتلويح بعذاب الآخرة ، وما فيه من خزي وافتضاح . . لربط هذا كله بالتوحيد ؛ وتحديد المصدر الذي يتلقى منه من يعبد الله ولا يشرك به شيئا . وهو مصدر كذلك واحد لا يتعدد ولا يشاركه أحد في التوجيه والتشريع ؛ كما لا يشاركه أحد في الألوهية وعبادة الناس له بلا شريك .

( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا . وبالوالدين إحسانا . وبذي القربى واليتامى والمساكين ، والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب . وابن السبيل ، وما ملكت أيمانكم . . . ) .

إن التشريعات والتوجيهات - في منهج الله - إنما تنبثق كلها من أصل واحد ، وترتكز على ركيزة واحدة . إنها تنبثق من العقيدة في الله ، وترتكز على التوحيد المطلق سمة هذه العقيدة . . ومن ثم يتصل بعضها ببعض ؛ ويتناسق بعضها مع بعض ؛ ويصعب فصل جزئية منها عن جزئية ؛ وتصبح دراسة أي منها ناقصة بدون الرجوع إلى أصلها الكبير الذي تلتقي عنده ؛ ويصبح العمل ببعضها دون البعض الآخر غير واف بتحقيق صفة الإسلام ؛ كما أنه غير واف بتحقيق ثمار المنهج الإسلامي في الحياة .

من العقيدة في الله تنبع كل التصورات الأساسية للعلاقات الكونية والحيوية والإنسانية . تلك التصورات التي تقوم عليها المناهج الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأخلاقية والعالمية . والتي تؤثر في علاقات الناس بعضهم ببعض ، في كل مجالي النشاط الإنساني في الأرض ؛ والتي تكيف ضمير الفرد وواقع المجتمع ؛ والتي تجعل المعاملات عبادات - بما فيها من اتباع لمنهج الله ومراقبة الله - والعبادات قاعدة للمعاملات - بما فيها من تطهير للضمير والسلوك - والتي تحيل الحياة في النهاية وحدة متماسكة ؛ تنبثق من المنهج الرباني ، وتتلقى منه وحده دون سواه ، وتجعل مردها في الدنيا والآخرة إلى الله .

هذه السمة الأساسية في العقيدة الإسلامية ، وفي المنهج الإسلامي ، وفي دين الله الصحيح كله ، تبرز هنا في تصدير آية الإحسان إلى الوالدين والأقربين ، وغيرهم من طوائف الناس . بعبادة الله وتوحيده - كما أسلفنا - ثم في الجمع بين قرابة الوالدين ، وقرابة هذه الطوائف من الناس ، متصلة هذه وتلك بعبادة الله وتوحيده - كذلك - وذلك بعد أن جعل هذه العبادة وهذا التوحيد واسطة ما بين دستور الأسرة القريبة في نهاية الدرس الماضي ، ودستور العلاقات الإنسانية الواسعة في هذا الدرس - على النحو الذي بينا من قبل - ليصلها جميعا بتلك الآصرة التي تضم الأواصر جميعا ؛ وليوحد المصدر الذي يشرع ويوجه في شأن هذه الأواصر جميعا . .

اعبدوا الله . . ولا تشركوا به شيئًا . .

الأمر الأول بعبادة الله . . والنهي الثاني لتحريم عبادة أحد - معه - سواه . نهيا باتا ، شاملا ، لكل أنواع المعبودات التي عرفتها البشرية : ( ولا تشركوا به شيئًا ) شيئا كائنا ما كان ، من مادة أو حيوان أو إنسانأو ملك أو شيطان . . فكلها مما يدخل في مدلول كلمة شيء ، عند إطلاق التعبير على هذا المنوال . .

ثم ينطلق إلى الأمر بالإحسان إلى الوالدين - على التخصيص - ولذوي القربي - على التعميم - ومعظم الأوامر تتجه إلى توصية الذرية بالوالدين - وإن كانت لم تغفل توجيه الوالدين إلى الذرية ؛ فقد كان الله أرحم بالذراري من آبائهم وأمهاتهم في كل حال . والذرية بصفة خاصة أحوج إلى توجيهها للبر بالوالدين . بالجيل المدبر المولي . إذ الأولاد - في الغالب - يتجهون بكينونتهم كلها ، وبعواطفهم ومشاعرهم واهتماماتهم إلى الجيل الذي يخلفهم ؛ لا الجيل الذي خلفهم ! وبينما هم مدفوعون في تيار الحياة إلى الأمام ، غافلون عن التلفت إلى الوراء ، تجيئهم هذه التوجيهات من الرحمن الرحيم ، الذي لا يترك والدا ولا مولودا ، والذي لا ينسى ذرية ولا والدين ؛ والذي يعلم عباده الرحمة بعضهم ببعض ، ولو كانوا ذرية أو والدين !

كذلك يلحظ في هذه الآية - وفي كثير غيرها - أن التوجيه إلى البر يبدأ بذوي القربي - قرابة خاصة أو عامة - ثم يمتد منها ويتسع نطاقه من محورها ، إلى بقية المحتاجين إلى الرعاية من الأسرة الأنسانية الكبيرة . وهذا المنهج يتفق - أولا - مع الفطرة ويسايرها . فعاطفة الرحمة ، ووجدان المشاركة ، يبدآن أولا في البيت . في الأسرة الصغيرة . وقلما ينبثقان في نفس لم تذق طعم هذه العاطفة ولم تجد مس هذا الوجدان في المحضن الأول . والنفس كذلك أميل إلى البدء بالأقربين - فطرة وطبعا - ولا بأس من ذلك ولا ضير ؛ ما دامت توجه دائما إلى التوسع في الدائرة من هذه النقطة ومن هذا المحور . . ثم يتفق المنهج - ثانيا - مع طريقة التنظيم الاجتماعي الإسلامية : من جعل الكافل يبدأ في محيط الأسرة ؛ ثم ينساح في محيط الجماعة . كي لا يركز عمليات التكافل في يد الأجهزة الحكومية الضخمة - إلا عندما تعجز الأجهزة الصغيرة المباشرة - فالوحدات المحلية الصغيرة أقدر على تحقيق هذا التكافل : في وقته المناسب وفي سهولة ويسر . وفي تراحم وود يجعل جو الحياة لائقا ببني الإنسان !

وهنا يبدأ بالإحسان إلى الوالدين . ويتوسع منهما إلى ذوي القربي . ومنهم إلى اليتامى والمساكين - ولو أنهم قد يكونون أبعد مكانا من الجار . ذلك أنهم أشد حاجة وأولى بالرعاية - ثم الجار ذو القرابة . فالجار الأجنبي - مقدمين على الصاحب المرافق - لأن الجار قربه دائم ، أما الصاحب فلقاؤه على فترات - ثم الصاحب المرافق - وقد ورد في تفسيره أنه الجليس في الحضر ، الرفيق في السفر - ثم ابن السبيل . العابر المنقطع عن أهله وماله . ثم الرقيق الذين جعلتهم الملابسات " ملك اليمين " ولكنهم يتصلون بآصرة الإنسانية الكبرى بين بني آدم أجمعين .

ويعقب على الأمر بالإحسان ، بتقبيح الاختيال والفخر

( إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ) .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{۞وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخۡتَالٗا فَخُورًا} (36)

يأمر تبارك وتعالى بعبادته وحده لا شريك له ؛ فإنه هو الخالق الرازق المنعم المتفضل على خلقه في جميع الآنات والحالات ، فهو المستحق منهم أن يوحدوه ، ولا يشركوا به شيئا من مخلوقاته ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ : " أتَدْرِي ما حَقُّ الله على العباد{[7458]} ؟ " قال : الله ورسوله أعلم . قال : " أن يَعْبدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئا " ، ثم قال : " أتَدْري ما حَقُّ العبادِ عَلَى اللهِ إذا فَعَلُوا ذلك ؟ ألا يُعَذِّبَهُم " {[7459]} ثم أوصى بالإحسان إلى الوالدين ، فإن الله ، سبحانه ، جعلهما سببا لخروجك من العدم إلى الوجود ، وكثيرا ما يقرنُ الله ، سبحانه ، {[7460]} بين عبادته والإحسان إلى الوالدين ، كقوله : { أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ } [ لقمان : 14 ] وكقوله : { وَقَضَى رَبُّكَ ألا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } [ الإسراء : 23 ] .

ثم عطف على الإحسان إلى الوالدين الإحسان{[7461]} إلى القرابات من الرجال والنساء ، كما جاء في الحديث : " الصَّدَقَةُ عَلَى المِسْكِينِ صَدَقَةٌ ، وعَلَى ذِي الرَّحِم صَدَقَةٌ وصِلَةٌ " {[7462]} .

ثم قال : { وَالْيَتَامَى } وذلك لأنهم قد فقدوا من يقوم بمصالحهم ، ومن ينفق عليهم ، فأمر الله بالإحسان إليهم والحنو عليهم .

ثم قال : { وَالْمَسَاكِينِ } وهم المحاويج من ذوي الحاجات الذين لا يجدون ما يقوم بكفايتهم ، فأمر الله بمساعدتهم بما تتم به كفايتهم وتزول به ضرورتهم . وسيأتي الكلام على الفقير والمسكين في سورة براءة .

وقوله : { وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ } قال علي بن أبي طَلْحَةَ ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ : { وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى } يعني الذي بينك وبينه قرابة ، { وَالْجَارِ الْجُنُبِ } الذي ليس بينك وبينه قرابة . وكذا رُوِيَ عن عِكْرِمةَ ، ومُجَاهد ، وميمون بنِ مهْرانَ ، والضحاك ، وزيد بْنِ أَسْلَمَ ، ومقاتل بن حيَّان ، وقتادة .

وقال أبو إسحاق عن نَوْف البِكَالِي في قوله : { وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى } يعني المسلم { وَالْجَارِ الْجُنُبِ } يعني اليهودي والنصراني رواه ابنُ جَريرٍ ، وابنُ أبي حَاتم .

وقال جَابِرٌ الْجُعْفِيّ ، عن الشعبي ، عن علي وابنِ مسعود : { وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى } يعني المرأة . وقال مُجَاهِد أيضا في قوله : { وَالْجَارِ الْجُنُبِ } يعني الرفيق في السفر .

وقد وردت الأحاديث بالوصايا بالجار ، فنذكر منها ما تيسر ، والله المستعان :

الحديث الأول : قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن عمر بن محمد بن زيد : أنه سمع أباه محمدًا يحدث ، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما زال جِبرِيل يوصيني بالْجَارِ حَتِّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِثُه " .

أخرجاه في الصحيح من حديث عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر ، به{[7463]} .

الحديث الثاني : قال الإمامُ أحمدُ : حدثنا سُفْيَانُ ، عن داودَ بنِ شَابُورٍ ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عَمْرٍو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما زالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بالْجَارِ حتى ظننْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ " {[7464]} .

وروى أبو داود والترمذي نحوه ، من حديث سفيان بن عيينة ، عن بَشِيرِ أبي{[7465]} إسْمَاعيلَ - زاد الترمذي : وداود بن شابور - كلاهما عن مجاهد ، به ثم قال الترمذي : حسن غريب من هذا الوجه{[7466]} وقد رُوي عن مجاهد عن{[7467]} عائشةَ وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

الحديث الثالث عنه : قال أحمد أيضا : حدثنا عبد الله بن يَزِيد ، أخبرنا حَيْوةُ ، أخبرنا شَرْحَبِيلُ بنُ شُرَيكٍ أنه{[7468]} سمع أبا عبد الرحمن الحُبُلي يحدث عن عبد الله بْنِ عَمْرِو بنِ الْعَاصِ ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " خَيْرُ الأصْحَابِ عِندَ اللهِ خَيْرُهُم لِصَاحِبِهِ ، وخَيْرُ الجِيرانِ عند اللهِ خيرهم لِجَارِهِ " .

ورواه الترمذي عن أحمد بن محمد ، عن عبد الله بن المبارك ، عن حيوة بن شريح - به ، وقال : [ حديث ] حسن غريب{[7469]} .

الحديث الرابع : قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا سفيان ، عن أبيه ، عن عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ عن عُمَر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يَشْبَعُ الرجل دون جَارِهِ " . تفرد به أحمد{[7470]} .

الحديث الخامس : قال الإمام أحمد : حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا محمد بن فضيل بن غَزْوان ، حدثنا محمد بن سعد الأنصاري ، سمعت أبا ظَبْية الكَلاعِيّ ، سمعت المقدادَ بن الأسود يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : [ " ما تقولون في الزنا ؟ " قالوا : حرام حَرَّمَهُ اللهُ ورسُولُه ، فهو حرام إلى يوم القيامة . فقال : رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ]{[7471]} لأنْ يَزني الرَّجُلُ بِعَشْرِ نِسْوَة ، أَيْسَرُ عليه من أَن يزنيَ بامرَأَةِ جَارِهِ " . قال : ما تقولون في السَّرِقَة ؟ قالوا : حَرَّمَهَا اللهُ وَرَسُولُهُ فهي حرام . قَالَ " لأن يَسْرِقَ الرجل مِن عَشْرَةِ أَبْيَاتٍ ، أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يسرِقَ مِنْ جَارِهِ " .

تفرد به أحمد{[7472]} وله شاهد في الصحيحين من حديث ابْنِ مَسْعُودٍ : قلت : يا رسول الله ، أيُّ الذَّنْب أَعْظَمُ ؟ قَالَ : " أن تجعل لله نِدًّا وهُوَ خَلَقَكَ " . قُلْتُ : ثُمَّ أَيُّ ؟ قال : " أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَن يُطْعَم معك " . قُلتُ : ثُمَّ أيُّ ؟ قَالَ : " أَنْ تُزَاني حَليلةَ جَارِكَ " {[7473]} .

الحديث السادس : قال الإمامُ أحمد : حدثنا يَزِيدُ ، أخبرنا هِشَامُ ، عَنْ حَفْصَةَ ، عَنْ أبِي الْعَالية ، عَنْ رَجُلٍ من الأنصار قال : خَرَجْتُ من أهلي أريدُ النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذَا به قَائِمٌ ورجل مَعَهُ مُقْبِل{[7474]} عَليه ، فَظَنَنْتُ أَنَّ لهما حَاجة - قَالَ الأنْصَارِيُّ : لقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جعلت أَرْثِي لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم من طُولِ الْقِيَامِ ، فَلمَّا انْصَرفَ قُلْتُ : يا رسول الله ، لقد قام بك هذا الرَّجُلُ حتى جَعَلْتُ أَرْثِي لَك من طُولِ الْقِيَامِ . قال : " وَلَقَدْ رَأَيتَه ؟ " قُلتُ : نعم . قَالَ : " أَتَدْرِي مَن هُوَ ؟ " قُلْتُ : لا . قَال : " ذَاكَ جِبْرِيِلُ ، ما زال يُوصِينِي بِالجِارِ حتى ظَنَنْتُ أَنَّه سَيُورثُه . ثُمَّ قال : أَمَا إِنَّك لَو سَلَّمْتَ عليه ، رد عليك السلام " {[7475]} .

الحديث السابع : قال عبد بن حُمَيْدٍ في مسنده : حدثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْد ، حدثنا أَبُو بَكْرٍ - يعني الْمدَنيّ - عن جابر بن عبد الله قال : جاء رجل من الْعَوَالِي ورسول الله صلى الله عليه وسلم وجِبْرِيلُ عليه السلام يُصَلِّيانِ حَيْثُ يُصَلَّى على الْجَنائِز ، فلما انصرف قال الرجل : يا رسولَ الله ، من هذا الرجل الذي رأيت معك ؟ قال : " وقد رأيْتَه ؟ " قال : نعم . قال : " لقد رأَيْتَ خَيْرًا كثيرًا ، هَذَا جِبْرِيلُ مَا زَالَ يُوصِينِي بالجار حتى رُئِيت أَنَّه سَيُورثُه " .

تفرد به من هذا الوجه{[7476]} وهو شاهد للذي قبله .

الحديث الثامن : قال أبو بكر البزار : حدثنا عبيد الله{[7477]} بن محمد أبو الرَّبِيعِ الْحَارِثِيّ ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْن أَبِي فُدَيْك ، أخبرني عبد الرَّحمن بنُ الْفَضل{[7478]} عن عَطَاء الخَراساني ، عن الحسن ، عن جابر بنِ عَبْدِ الله قال : قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : " الجِيرانُ ثَلاثَةٌ : جَارٌ لهُ حَقٌ وَاحِدٌ ، وَهُوَ أَدْنَى الجيرانِ حقًّا ، وجار له حقَّان ، وجَارٌ له ثلاثةُ حُقُوقٍ ، وَهُوَ أفضلُ الجيرانِ حقا ، فأما الذي له حق واحد فجار مُشْرِكٌ لا رَحمَ لَهُ ، لَهُ حق الجَوار . وأمَّا الَّذِي لَهُ حقانِ فَجَارٌ مُسْلِمٌ ، له حق الإسلام وحق الْجِوارِ ، وأَمَّا الَّذِي لَهُ ثَلاثةُ حُقُوقٍ ، فَجَارٌ مُسْلِمٌ ذُو رَحِمٍ لَهُ حق الجوار وحق الإسلام وحَقُّ الرحِمِ " .

قال البَزَّارُ : لا نعلم أحدا روى عن عبد الرحمن بن الْفُضَيْل{[7479]} إلا ابْنُ أَبِي فُدَيْك{[7480]} .

الحديث التاسع : قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن أبي عِمْرَانَ ، عنْ طَلْحَةَ بنِ عَبْد اللهِ ، عن عائشة ؛ أنها سألت رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالت : " إنَّ لي جَارَيْنِ ، فإلى أيِّهِمَا أُهْدِي ؟ قَالَ : " إِلَى أقْرَبِهِمَا مِنْك بَابًا " .

ورواه البخاري من حديث شعبة ، به{[7481]} .

وقوله : { وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ } قال الثوريُّ ، عن جابر الْجُعْفِي ، عن الشَّعبي ، عن علي وابنِ مسعودٍ قالا هي المرأة .

وقال ابن أبي حاتم : ورُويَ عن عبد الرحمن بن أبي لَيْلَى ، وإبراهيم النَّخَعِيّ ، والحسن ، وسعيد بن جُبَير - في إحدى الروايات - نحوُ ذلك .

وقال ابن عباس ومجاهدٌ ، وعِكْرِمَةُ ، وقَتَادةُ : هو الرفيق في السفر . وقال سعيد بن جُبَيْرٍ : هو الرفيق الصالح . وقال زَيْدُ بنُ أَسْلَمَ : هو جليسك في الحضر ، ورفيقك في السفر .

وأما { ابْنِ السَّبِيلِ } فعن ابن عباس وجماعة هو : الضيف .

وقال مجاهد ، وأبو جَعْفَرٍ الباقرُ ، والحسنُ ، والضحاكُ ، ومقاتلُ : هو الذي يمر عليك مجتازًا في السفر .

وهذا أظهر ، وإن كان مراد القائل بالضيف : المار في الطريق ، فهما سواء . وسيأتي الكلام على أبناء السبيل في سورة براءة ، وبالله الثقة وعليه التكلان .

وقوله : { وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } وصية بالأرقاء ؛ لأن الرقيق ضعيف الحيلة أسير في أيدي الناس ، ولهذا ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يُوصِي أُمَّتَه في مرضِ الموت يقول : " الصلاةَ الصلاةَ وما ملكتْ أيمانُكُم " . فجعل يُرَدِّدُها حتى ما يَفِيضُ بها لسانه{[7482]} .

وقال الإمام أحمد : حدثنا إبراهيم بن أبي العباس ، حدثنا بَقِيّة ، حدثنا بَحِيرُ بن سعد ، عن خالد بن مَعْدَان ، عن الْمِقْدَامِ بن مَعْدِ يكَرِب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أطعمت نَفْسَك فهو لك صدقةٌ ، وما أطعمتَ وَلَدَكَ فهو لك صدقة ، وما أطعمت زَوْجَتَكَ فهو لك صَدَقَةٌ ، ومَا أطعَمْتَ خَادِمَكَ فهو لَك صَدَقَهٌ " .

ورواه النسائي من حديث بَقِيَّة ، وإسناده صحيح{[7483]} ولله الحمد .

وعن عبد الله بن عمرو أنه قال لِقَهْرَمَانَ له : هل أعطيت الرقيق قُوتَهم ؟ قال : لا . قال : فانطلق فأعطهم ؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوتهم " رواه مسلم{[7484]} .

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " للمملوك طعامه وكِسْوتُه ، ولا يكلَّف من العمل إلا ما يُطيق " . رواه مسلم أيضا{[7485]} .

وعنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه ، فإن لم يجلسه معه ، فليناوله لقمةً أو لقمتين أو أكْلَةً أو أكْلَتين ، فإنه وَليَ حَرّه وعلاجه " .

أخرجاه ولفظه للبخاري ولمسلم{[7486]} فليقعده معه فليأكل ، فإن كان الطعام مَشْفُوها قليلا فَلْيضع في يده أكلة أو أكلتين " .

وعن أبي ذر ، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " هم إخوانكم خَوَلكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم ، فأعينوهم " . أخرجاه{[7487]} .

وقوله : { إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا } أي : مختالا في نفسه ، معجبا متكبرا ، فخورا على الناس ، يرى أنه خير منهم ، فهو في نفسه كبير ، وهو عند الله حقير ، وعند الناس بغيض .

قال مجاهد في قوله : { إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا } يعني : متكبرا { فَخُورًا } يعني : يَعُد ما أعطي ، وهو لا يشكر الله ، عز وجل . يعني : يفخر على الناس بما أعطاه الله من نعمه ، وهو قليل الشكر لله على ذلك .

وقال ابن جرير : حدثني القاسم ، حدثنا الحسين ، حدثنا محمد بن كَثيرٍ ، عن عبد الله بن واقد أبي رجاء الهروي قال : لا تجد سيئ الملكة إلا وجدته مختالا فخورا - وتلا { وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ [ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا ] } ولا عاقا إلا وجدته جبارا شقيا - وتلا { وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا } [ مريم : 32 ] .

وروى ابن أبي حاتم ، عن العوام بن حَوْشَبٍ ، مثله في المختال الفخور . وقال :

حدثنا أبي ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا الأسود بن شَيْبَان ، حدثنا يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير قال : قال مُطَرِّف : كان يبلغني عن أبي ذر حديث كنت أشتهي لقاءه ، فلقيته فقلت : يا أبا ذر ، بلغني أنك تزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثكم : " إن الله يحب ثلاثة ويُبْغض ثلاثة " ؟ قال : أجل ، فلا إخالنى{[7488]} أكذب على خليلي ، ثلاثا . قلت : من الثلاثة الذين يبغض الله ؟ قال : المختال الفخور ، أوليس تجدونه عندكم في كتاب الله المنزل ؟ ثم قرأ الآية : { إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا }{[7489]} [ النساء : 36 ] .

وحدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا وُهَيْبُ عن خالد ، عن أبي تَمِيمَةَ عن رجل من بَلْهُجَيم قال : قلت يا رسول الله ، أوصني . قال : " إياك وإسبالَ الإزار ، فإن إسبال الإزار من المَخِيلة ، وإن الله لا يحب المَخِيلة " {[7490]} .


[7458]:في أ: "عبادة".
[7459]:رواه البخاري في صحيحه برقم (7373) ومسلم في صحيحه برقم (30).
[7460]:في أ: "تعالى".
[7461]:في ر: "والإحسان".
[7462]:رواه أحمد في مسنده (4/17) من حديث سلمان بن عامر، رضي الله عنه.
[7463]:المسند (2/85) وصحيح البخاري برقم (6015) وصحيح مسلم برقم (2625).
[7464]:المسند (2/160).
[7465]:في ر: "ابن".
[7466]:سنن أبي داود برقم (5152) وسنن الترمذي برقم (1943).
[7467]:في أ: "و"
[7468]:في ر: "أو".
[7469]:المسند (2/167) وسنن الترمذي برقم (1944).
[7470]:المسند (1/54) وقال الهيثمي في المجمع (8/167): "رجاله رجال الصحيح إلا أن عباية بن رفاعة لم يسمع من عمر".
[7471]:زيادة من أ، والمسند.
[7472]:المسند (6/8).
[7473]:صحيح البخاري برقم (4761) وصحيح مسلم برقم (68).
[7474]:في أ: "يقبل".
[7475]:المسند (5/32) وقال الهيثمي في المجمع (8/164): "رجاله رجال الصحيح".
[7476]:ورواه البزار في مسنده (1897) "كشف الأستار" من طريق الفضل بن مبشر أبو بكر المدني به.قال الهيثمي في المجمع (8/165): "فيه الفضل بن مبشر وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات".
[7477]:في أ: "عبد الله".
[7478]:في د، ر: "الفضيل".
[7479]:في أ: "الفضل".
[7480]:مسند البزار برقم (1896) "كشف الأستار" وقال الهيثمي في المجمع (8/164): "رواه البزار عن شيخه عبد الله بن محمد الحارثي وهو وضاع".
[7481]:المسند (6/175) وصحيح البخاري برقم (6020).
[7482]:رواه أبو داود في السنن برقم (5154) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
[7483]:المسند (4/131) وسنن النسائي الكبرى برقم (9185).
[7484]:صحيح مسلم برقم (996).
[7485]:صحيح مسلم برقم (1662).
[7486]:صحيح البخاري برقم (5460) وصحيح مسلم برقم (1663).
[7487]:صحيح البخاري برقم (31) وصحيح مسلم برقم (1661).
[7488]:في ر: "إخالك".
[7489]:ورواه أحمد في مسنده ( 5/176 ) من طريق يزيد عن الأسود بن شيبان بأطول منه وأتم.
[7490]:ورواه أحمد في مسنده (5/64) من طريق وهيب بن خالد به.