قوله : { وَاعْبُدُوا اللهَ } : العبودية معانقة الأمر ومفارقة الزجر .
{ وَلاَ تُشْرِكُوا } الشِّركُ جَلِيُّه اعتقادُ معبودٍ سواه ، وخفِيُّه : ملاحظةُ موجود سواه ، والتوحيد أن تعرف أنَّ الحادثاتِ كلَّها حاصلةٌ بالله ، قائمةٌ به ؛ فهو مجريها ومنشيها ومبقيها ، وليس لأحد ذوة ولا شظية ولا سينة ولا شمة من الإيجاد والإبداع .
ودقائق الرياء وخفايا المصانعات وكوامن الإعجاب والعمل على رؤية الخلْق ، واستحلاء مدحهم والذبول تحت ردّهم وذمِّهم - كلُّ ذلك من الشِّرْكِ الخَفِّي .
قوله : { وَبِالوَالِدَيْنِ } الإحسان إلى الوالدين على وجه التدريج إلى صحبة فإنك أُمِرْتَ أولاً بحقوقهما لأنهما من جِنْسِك ومنها تربيتك ، ومنهما تصل إلى استحقاق زيادتك وتتحقق بمعرفتك . وإذا صَلُحْتَ للصحبة والعِشْرة مع ذوي القربى والفقراء والمساكين واليتامى ومن في طبقتهم - رُقِّيتَ عن ذلك إلى استيجاب صحبته - سبحانه .
قوله : { وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ } . . . الآية من جيرانك ( . . . . ) فلا تؤذوهما بعصيانك ، وراعِ حقهما بما تُولِي عليهما من إحسانك .
فإذا كان جار دارك مستوجباً للإحسان إليه ومراعاة حقه فجارُ نفسِك - وهو قلبك - أوْلى بألا تضيِّعه ولا تَغْفَل عنه ، ولا تُمكِّنَ حلول الخواطر الرديئة به .
وإذا كان جار نفسك هذا حكمه فجار قلبك - وهو روحك - أوْلى أن تحامي على حقِّها ، ولا تُمكِّن لما يخالفها من مساكنتها ومجاورتها . وجار روحك - وهو سِرُّك - أوْلى أن ترعى حقّه ، فلا تمكنه من الغيبة عن أوطان الشهود على دوام الساعات .
قوله :{ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ }[ الحديد : 4 ] الإشارة منه غير ملتبسة على قلوب ذوي التحقيق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.