مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{۞وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخۡتَالٗا فَخُورًا} (36)

{ واعبدوا الله } قيل : العبودية أربعة : الوفاء بالعهود ، والرضا بالموجود ، والحفظ للحدود ، والصبر على المفقود { وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً } صنماً وغيره ويحتمل المصدر أي إشراكاً { وبالوالدين إحسانا } وأحسنوا بهما إحساناً بالقول والفعل والإنفاق عليهما عند الاحتياج { وَبِذِى القربى } وبكل من بينكم وبينه قربى من أخ أو عم أو غيرهما { واليتامى والمساكين والجار ذِي القربى } الذي قرب جواره { والجار الجنب } أي الذي جواره بعيد أو الجار القريب النسيب ، والجار الجنب الأجنبي { والصاحب بالجنب } أي الزوجة : عن عليّ رضي الله عنه . أو الذي صحبك بأن حصل بجنبك إما رفيقاً في سفر أو شريكاً في تعلم علم أو غيره أو قاعداً إلى جنبك في مجلس أو مسجد { وابن السبيل } الغريب أو الضعيف { وَمَا مَلَكَتْ أيمانكم } العبيد والإماء { إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً } متكبراً يأنف عن قرابته وجيرانه فلا يلتفت إليهم { فَخُوراً } يعدد مناقبه كبراً فإن عدها اعترافاً كان شكوراً