في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَآۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ} (1)

مقدمة السورة:

سورة المجادلة مدنية وآيتها ثنتان وعشرون

نحن في هذه السورة - وفي هذا الجزء كله تقريبا - مع أحداث السيرة في المجتمع المدني . مع الجماعة المسلمة الناشئة ؛ حيث تربى وتقوم ، وتعد للنهوض بدورها العالمي ، بل بدورها الكوني ، الذي قدره الله لها في دورة هذا الكون ومقدراته . وهو دور ضخم يبدأ من إنشاء تصور جديد كامل شامل لهذه الحياة ، في نفوس هذه الجماعة ، وإقامة حياة واقعية على أساس هذا التصور ، ثم تحمله هذه الجماعة إلى العالم كله لتنشئ للبشرية حياة إنسانية قائمة على أساس هذا التصور كذلك . . وهو دور ضخم إذن يقتضي إعدادا كاملا .

ولقد كان أولئك المسلمون الذين يعدهم القدر لهذا الدور الضخم ، ناسا من الناس . منهم السابقون من المهاجرين والأنصار الذين نضج إيمانهم ، واكتمل تصورهم للعقيدة الجديدة ، وخلصت نفوسهم لها ، ووصلوا . . وصلوا إلى حقيقة وجودهم وحقيقة هذا الوجود الكبير ؛ واندمجت حقيقتهم مع حقيقة الوجود ، فأصبحوا بهذا طرفا من قدر الله في الكون ؛ لا يجدون في أنفسهم عوجا عنه ، ولا يجدون في خطاهم تخلفا عن خطاه ، ولا يجدون في قلوبهم شيئا إلا الله . . كانوا كما جاء عنهم في هذه السورة : ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم . أولئك كتب في قلوبهم الإيمان ، وأيدهم بروح منه ، ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها . رضي الله عنهم ورضوا عنه . أولئك حزب الله . ألا إن حزب الله هم المفلحون ) . .

ولكن هؤلاء السابقين كانوا قلة بالقياس إلى الجماعة المسلمة المتزايدة العدد - وبخاصة بعد أن أصبح الإسلام قوة ترهب - حتى قبل الفتح - ودخل فيه من لم يتلق من التربية الإسلامية القسط الكافي ، ولم يتنفس في الجو الإسلامي فترة طويلة . كما دخل فيه من المنافقين من آثر المصلحة أو العافية على دخل في القلوب ، وتربص بالفرص ، وذبذبة بين المعسكر الإسلامي والمعسكرات القوية المناوئة له في ذلك الحين . سواء معسكرات المشركين أو اليهود ! ولقد اقتضت تربية النفوس وإعدادها للدور الكوني الكبير المقدر لها في الأرض جهودا ضخمة ، وصبرا طويلا ، وعلاجا بطيئا ، في صغار الأمور وفي كبارها . . كانت حركة بناء هائلة هذه التي قام بها الإسلام ، وقام بها رسول الإسلام [ صلى الله عليه وسلم ] بناء النفوس التي تنهض ببناء المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية ، وتقوم على منهج الله ، تفهمه وتحققه ، وتنقله إلى أطراف الأرض في صورة حية متحركة ، لا في صحائف وكلمات .

ونحن نشهد في هذه السورة - وفي هذا الجزء كله - طرفا من تلك الجهود الضخمة ، وطرفا من الأسلوب القرآني كذلك في بناء تلك النفوس ، وفي علاج الأحداث والعادات والنزوات ؛ كما نشهد جانبا من الصراع الطويل بين الإسلام وخصومه المختلفين من مشركين ويهود ومنافقين .

وفي هذه السورة بصفة خاصة نشهد صورة موحية من رعاية الله للجماعة الناشئة ؛ وهو يصنعها على عينه ، ويربيها بمنهجه ، ويشعرها برعايته ، ويبني في ضميرها الشعور الحي بوجوده - سبحانه - معها في أخص خصائصها ، وأصغر شؤونها ، وأخفى طواياها ؛ وحراسته لها من كيد أعدائها خفيه وظاهره ؛ وأخذها في حماه وكنفه ، وضمها إلى لوائه وظله ؛ وتربية أخلاقها وعاداتها وتقاليدها تربية تليق بالجماعة التي تنضوي إلى كنف الله ، وتنتسب إليه ، وتؤلف حزبه في الأرض ، وترفع لواءه لتعرف به في الأرض جميعا .

ومن ثم تبدأ السورة بصورة عجيبة من صور هذه الفترة الفريدة في تاريخ البشرية . فترة اتصال السماء بالأرض في صورة مباشرة محسوسة ، ومشاركتها في الحياة اليومية لجماعة من الناس مشاركة ظاهرة : ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله ، والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير ) . . فنشهد السماءتتدخل في شأن يومي لأسرة صغيرة فقيرة مغمورة ، لتقرر حكم الله في قضيتها ، وقد سمع - سبحانه - للمرأة وهي تحاور رسول الله فيها ، ولم تكد تسمعها عائشة وهي قريبة منها ! وهي صورة تملأ القلب بوجود الله وقربه وعطفه ورعايته .

يليها في سياق السورة توكيد أن الذين يحادون الله ورسوله - وهم أعداء الجماعة المسلمة التي تعيش في كنف الله - مكتوب عليهم الكبت والقهر في الأرض ، والعذاب المهين في الآخرة ، مأخوذون بما عملوا مما أحصاه الله عليهم ، ونسوه هم وهم فاعلوه ! ( والله على كل شيء شهيد ) . .

ثم توكيد وتذكير بحضور الله - سبحانه - وشهوده لكل نجوى في خلوة ، يحسب أصحابها أنهم منفردون بها . والله معهم أينما كانوا : ( ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ، إن الله بكل شيء عليم ) . . وهي صورة تملأ القلب كذلك بوجود الله وحضوره ، كما تملؤه برقابته واطلاعه .

وهذا التوكيد مقدمة لتهديد الذين يتناجون في خلواتهم لتدبير المكايد للمسلمين ، وملء قلوبهم بالحزن والهم والتوجس . تهديد بأن أمرهم مكشوف ، وأن عين الله مطلعة عليهم ، ونجواهم بالإثم والعدوان ومعصية الرسول مسجلة ، وأن الله آخذهم بها ومعذبهم عليها . ونهي للمسلمين عن التناجي بغير البر والتقوى ، وتربية نفوسهم وتقويمها بهذا الخصوص .

ثم يستطرد في تربية هذه النفوس المؤمنة ؛ فيأخذها بأدب السماحة وبالطاعة في مجلس رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ومجالس العلم والذكر . كما يأخذها بأدب السؤال والحديث مع الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] والجد في هذا الأمر والتوقير .

أما بقية السورة بعد هذا فتنصرف إلى الحديث عن المنافقين الذين يتولون اليهود ؛ ويتآمرون معهم ، ويدارون تآمرهم بالكذب والحلف للرسول وللمؤمنين . وتصورهم في الآخرة كذلك حلافين كذابين ؛ يتقون بالحلف والكذب ما يواجههم من عذاب الله ، كما كانوا يتقون بهما في الدنيا ما يواجههم من غضب رسول الله والمؤمنين ! مع توكيد أن الذين يحادون الله ورسوله كتب الله عليهم أنهم في الأذلين وأنهم هم الأخسرون . كما كتب أنه ورسله هم الغالبون . وذلك تهوينا لشأنهم ، الذي كان بعض المنتسبين إلى الإسلام - وبعض المسلمين - يستعظمه ، فيحافظ على مودته معهم ، ولا يدرك ضرورة تميز الصف المسلم تحت راية الله وحدها ، والاعتزاز برعاية الله وحده ، والاطمئنان إلى حراسته الساهرة للفئة التي يصنعها على عينه ، ويهيئها لدورها الكوني المرسوم .

وفي ختام السورة تجيء تلك الصورة الوضيئة لحزب الله . هذه الصورة التي كان يمثلها بالفعل أولئك السابقون من المهاجرين والأنصار . والتي كانت الآية الكريمة تشير لها كي ينتهي إليها أولئك الذين ما زالوا بعد في الطريق !

( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله . . )الخ الآية . . . كما وردت في أول هذا التقديم .

1

( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله ، والله يسمع تحاوركما ، إن الله سميع بصير ) . . وهو مطلع ذو إيقاع عجيب . . إنكما لم تكونا وحدكما . . لقد كان الله معكما . وكان يسمع لكما . لقد سمع قول المرأة . سمعها تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله . وعلم القصة كلها . وهو يعلم تحاوركما وما كان فيه . . إن الله سميع بصير . يسمع ويرى . هذا شأنه وهذه صورة منه في الحادث الذي كان الله ثالثكما فيه . .

وكلها إيقاعات ولمسات تهز القلوب . .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَآۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ} (1)

مقدمة السورة:

مدنية ، وآياتها ثنتان وعشرون

بسم الله الرحمان الرحيم

{ قد سمع الله قول التي تجادلك . . . } تراجعك الكلام في شأن زوجها وظهاره منها ؛ من المجادلة وهي المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة . وأصلها من جدلت الحبل : إذا أحكمت فتله .

{ وتشتكي } تظهر بثها وحزنها وتضرع{ إلى الله } في أمرها ؛ من الشكو . وأصله فتح الشكوة وإظهار ما فيها ؛ وهي سقاء صغير يجعل فيه الماء ، ثم شاع فيما ذكر . نزلت في خولة بنت ثعلبة ، وزوجها أوس بن الصامت ، حين ظهر منها بقوله : أنت علي كظهر أمي . وكان ذلك في الجاهلية تحريما مؤبدا ؛ كما قدمنا أول سورة الأحزاب ، وهو أو ظهار في الإسلام ؛ فشكت أمرها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها : ( ما أراك إلا قد حرمت عليه ) . فما زالت تجادله حتى نزلت الآيات الأربع . والسماع : كناية عن الإجابة والقبول . { والله يسمع تحاوركما } تراجعكما الكلام . يقال : حاورته ، راجعته الكلام . وأحار الرجل الجواب . رده . وما أحار جوابا : ما رده .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَآۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ} (1)

مقدمة السورة:

مدنية وهي عشرون آية .

{ قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها } نزلت في سبب خولة بنت ثعلبة وزوجها أوس بن الصامت ظاهر منها وكان ذلك أول ظهار في الاسلام وكان الظهار من طلاق الجاهلية فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرت أن زوجها ظاهر منها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمت عليه فقالت أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي وصبية صغارا وجعلت تراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قال لها حرمت عليه هتفت وشكت إلى الله وقوله { والله يسمع تحاوركما } أي تخاطبكما ومراجعتكما الكلام .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَآۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمان الرحيم

سورة المجادلة{[1]}

مقصودها الإعلام بإيقاع البأس الشديد ، الذي{[2]} أشارت إليه الحديد ، بمن حاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لما له سبحانه من تمام العلم ، اللازم عنه تمام القدرة ، اللازم عنه الإحاطة بجميع صفات الكمال ، وعلى ذلك{[3]} دلت تسميتها بالمجادلة بأول قصتها{[4]} وآخرها ، وعلى تكرير الاسم الأعظم الجامع في القصة وجميع السورة تكريرا لم يكن في سواها بحيث لم تخل منه آية ، وأما الآيات التي تكرر{[5]} في كل منها{[6]} المرتين فأكثر فكثرة كل ذلك للدلالة على أن الأكثر منها المراد فيها بالخطاب{[7]} من يصح أن ينظر إليه تارة بالجلال ، وتارة بالكمال ، فيجمع له الوصفان ، وهو من آمن ووقع منه هفوة أو عصيان ، ولهذا ضمتها أشياء شدد النكير{[8]} فيها حين وقع فيها بعض أهل الإيمان ، ولم يبحها لهم عند وقوعهم فيها ردا للشرع إلى ما دعا إليه الطبع كما فعل في غيرها كالأكل والجماع في ليل رمضان من غير تقييد بيقظة{[9]} ولا منام لمنابذتها للحكمة ، وبعدها عن موجبات الرحمة .

وهذا مؤيد لما تقدم من سر إخلاء الواقعة والرحمن والقمر من هذا الاسم الجامع- والله الموفق ( بسم الله ) الذي أحاط علمه فتمت قدرته فكملت جميع صفاته ( الرحمن ) الذي شمل الخلائق جودا بالإيجاد وإرسال هداته{[10]}( الرحيم ) الذي خص أصفياءه فتمت عليهم نعمة مرضاته .

لما ختمت الحديد بعث إثبات عجز{[62918]} الخلق بعظيم الفضل له سبحانه ، وكان سماع أصوات جميع الخلائق من غير أن يشغل{[62919]} صوت عن صوت وكلام عن كلام من الفضل العظيم ، وكان قد تقدم ابتداع بعض المتعبدين{[62920]} من الرهبانية بما لم يصرح لهم بالإذن فيه ، فكان سبباً للتضييع ، وكان الظهار على نوعين : موقت ومطلق ، وكان الموقت مما يدخل في الرهبانية لأنه من التبتل وتحريم ما أحل الله من الطيبات ، وكان بعض الصحابة رضي الله عنهم قد منع نفسه{[62921]} بالموقت منه من مرغوبها مما لم يأت عن الله ، فظاهر من امرأته محافظة على كمال التعبد خوفاً من الجماع في نهار رمضان ، وكان ذلك مما لم يأذن به بل نهى عنه كما روى أبو داود{[62922]} عن أنس رضي الله عنه والطبراني في الأوسط عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تشددوا على أنفسكم ، فإنما هلك من كان قبلكم بتشديدهم على أنفسهم ، وستجدون بقاياهم في الصوامع والديارات " وكان بعض الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - قد ظاهر مطلقاً فشكت امرأته ما لحقها من الضرر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهتفت{[62923]} باسم الله ، وكان علمه سبحانه بخصوص شكاية هذه المرأة المسكينة{[62924]} وإزالة ضررها بحكم{[62925]} عام لها ولغيرها من عباده حتى صارت واقعتها رخصة عامة للمسلمين إلى يوم القيامة معلماً بأنه ذو الفضل العظيم ، وأنه الظاهر الباطن ، ذو الملك كله ، وكان قد أمر بالإيمان به وبرسوله ووعد على ذلك بالنور ، كان{[62926]} السامع لذلك جديراً{[62927]} بتوقع البيان الذي هو النور في هذه الرهبانية التي ابتدعت في{[62928]} هذه الأمة ، وتخفيف الشديد الذي وقع عن بعضهم ليعلم أهل الكتاب ما لهذه الأمة من الكرامة {[62929]}على ربها{[62930]} وأنه يختص برحمته من يشاء فقال : { قد سمع الله } أي أجاب{[62931]} بعظيم فضله الذي أحاط بجميع صفات الكمال فوسع{[62932]} سمعه الأصوات { قول } وعبر بالوصف دون الاسم تعريفاً برحمته الشاملة فقال : { التي تجادلك } أي تبالغ في أن تقبلك إلى مرادها { في زوجها } أي في الأمر المخلص له من ظهاره رحمة لها { وتشتكي } أي تتعمد بتلك المجادلة الشكوى ، منتهية { إلى الله } أي الملك العظيم الرحيم الذي أحاط بكل شيء علماً ، ولصدقها في شكواها وقطع رجائها في كشف ما بها من غير الله كانت هي والنبيُّ صلى الله عليه وسلم متوقعين أن الله يكشف ضرها { والله } أي والحال أن الذي وسعت رحمته كل شيء لأن له الأمر كله { يسمع تحاوركما } أي مراجعتكما التي يحور - أي يرجع فيها{[62933]} إلى كل منكما جواب كلامه من الآخر كأنها لثقل ما قدح في أمرها ونزل من ضرها ناشئة عن{[62934]} حيرة .

ولما كان ذلك في غاية ما يكون من خرق العادة بحيث إن الصديقة عائشة رضي الله عنها قالت عند نزول الآية : " الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ، لقد كلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في جانب البيت ما أسمع كثيراً مما تقول " أكده تنبيهاً على شدة غرابته ولأنه{[62935]} ربما استبعده من اشتد جهله لعراقته في التقيد{[62936]} بالعادات فقال : { إن الله } أي الذي أحاط بجميع صفات الكمال فلا كفؤ له { سميع بصير * } أي بالغ السمع لكل مسموع ، والبصر لكل ما يبصر والعلم لكل ما يصح أن يعلم أزلاً وأبداً ، وقد مضى نحو هذا التناسب في المائدة حين أتبع تعالى آية القسيسين والرهبان قوله تعالى :{ يأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم }{[62937]} غير أن هذا خاص وذاك{[62938]} عام ، فهذا فرد منه ، فالمناسبة واحدة لأن الأخص في ضمن الأعم ، والحاصل أنه سبحانه امتنَّ عليهم بما جعل في قلوبهم من الرهبانية وغيرها ، وأخبر أنهم لم يوفوها حقها ، وأنه آتى مؤمنيهم الأجر ، وأمر المسلمين بالتقوى واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ليحصل لهم من فضله العظيم ضعف ما حصل لأهل الكتاب ، ونهاهم عن التشديد على أنفسهم بالرهبانية ، فصاروا مفضلين من وجهين : كثرة الأجر وخفة العمل ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء - والله أعلم ، روى البزار{[62939]} من طريق خصيف عن عطاء ومن غيرها أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً قال : يا رسول الله ! إني ظاهرت من امرأتي ورأيت ساقها في القمر فواقعتها{[62940]} قبل أن أكفر ، قال " كفِّر ولا تعد " وروى أبو داود{[62941]} عن عكرمة أن رجلاً ظاهر من امرأته ثم واقعها قبل أن يكفر ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : " ما حملك على ما صنعت ؟ قال : رأيت بياض ساقيها في القمر ، قال : فاعتزلها حتى تكفر عنك " قال المنذري : وأخرجه أيضاً عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عكرمة عن ابن{[62942]} عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه ، وأخرجه النسائي{[62943]} وابن ماجة{[62944]} والترمذي{[62945]} - وقال : حديث{[62946]} حسن غريب صحيح - وقال النسائي : المرسل أولى بالصواب من المسند ، وقال أبو بكر المعافري{[62947]} : ليس في الظهار حديث صحيح يعول{[62948]} عليه ، قال المنذري : وفيما قاله نظر ، فقد صححه {[62949]}الترمذي كما ترى ، ورجال إسناده ثقات ، وسماع بعضهم من بعض مشهور ، وترجمة عكرمة{[62950]} عن ابن عباس رضي الله عنهما احتج بها البخاري في غير موضع - انتهى . وللترمذي{[62951]} - وقال حسن غريب - عن سلمة بن صخر رضي الله عنه في المظاهر يواقع قبل أن يكفر قال : " كفّارة واحدة " ، " وروى أحمد{[62952]} والحاكم{[62953]} وأصحاب السنن{[62954]} إلا النسائي وحسنه الترمذي ، قال ابن الملقن : وصححه ابن حبان والحاكم - من طريق سليمان بن يسار عن سلمة بن صخر البياضي رضي الله عنه قال : كنت أمرأ أصيب من النساء ما لا يصيب غيري ، فلما دخل شهر رمضان خفت أن أصيب من امرأتي شيئاً يتابع بي{[62955]} حتى أصبح{[62956]} فظاهرت منها حتى ينسلخ شهر رمضان ، فبينا هي تخدمني ذات ليلة تكشف{[62957]} لي منها شيء فما لبث أن نزوت عليها{[62958]} ، فلما أصبحت خرجت إلى قومي فأخبرتهم الخبر وقلت : امشوا معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا : لا والله : فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال{[62959]} " أنت بذاك{[62960]} يا سلمة ؟ قلت : أنا بذاك{[62961]} يا رسول الله مرتين ، وأنا صابر لأمر الله ، فاحكم فيّ بما أراك الله ، وفي رواية : فأمض فيَّ حكم الله فإني صابر لذلك ، قال حرر رقبة . قلت : والذي بعثك بالحق ما أملك غيرها - وضربت صفحة رقبتي{[62962]} ، قال : فصم شهرين متتابعين ، قلت : وهل أصبت الذي أصبت إلا من الصيام ، قال : فاطعم وسقاً من تمر بين ستين مسكيناً ، قال : والذي بعثك بالحق ، لقد بتنا وحشين ما لنا طعام ، قال : فانطلق إلى صاحب صدقة بني زريق فليدفعها إليك فأطعم ستين مسكيناً وسقاً من تمر وكل أنت وعيالك بقيتها " فرجعت إلى قومي فقلت : وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي ، ووجدت عند النبي صلى الله عليه وسلم السعة وحسن الرأي ، وفي رواية : والبركة وقد أمرني - {[62963]}أو أمر لي{[62964]} - بصدقتكم ، وفي رواية : فادفعوها إليّ ، فدفعوها إليّ ) . وأعله عبد الحق بالانقطاع ، وأن سليمان لم يدرك سلمة ، حكى ذلك الترمذي عن البخاري ، وقال الترمذي : إن سلمة بن صخر يقال له سلمان أيضاً ، ورواه الإمام أحمد أيضاً{[62965]} من طريق أخرى{[62966]} قال " حدثنا عبد الله بن إدريس - هو الأودي - عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سليمان بن يسار عن{[62967]} سلمة بن صخر البياضي رضي الله عنه قال : كنت أمرأ أصيب من النساء ما لا يصيب غيري ، فلما دخل شهر رمضان خفت فتظاهرت من امرأتي في الشهر فبينا{[62968]} هي تخدمني ذات ليلة إذ تكشف لي منها شيء فلم ألبث{[62969]} أن وقعت عليها ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال " حرر رقبة ، فقلت : والذي بعثك بالحق ، ما أملك غير رقبتي ، قال : صم شهرين متتابعين ، قلت : وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام ؟ قال : فأطعم ستين مسكيناً " وهذا سند حسن متصل إن شاء الله إن سلم من تدليس ابن إسحاق ، ، وروى الحاكم و{[62970]}البيهقي{[62971]} من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان وأبي سلمة بن عبد الرحمن

" أن سلمة بن صخر البياضي رضي الله عنه جعل امرأته عليه كظهر أمه إن غشيها حتى يمضي رمضان ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اعتق رقبة " {[62972]} وقصة سلمة هذه أصل الظهار المؤقت ، وقد دلت على أنه لا عود فيه فلا كفارة عليه إلا{[62973]} بوطئها في مدة الظهار ، " وروى أبو داود{[62974]} عن خويلة بنت مالك بن ثعلبة رضي الله عنها قالت : " ظاهر مني زوجي أوس بن الصامت رضي الله عنه فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أشكوا إليه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يجادلني فيه ويقول{[62975]} :اتقي{[62976]} الله فإنه ابن عمك ، فما برحت حتى نزل القرآن{[62977]} { قد سمع الله } إلى الفرض ، فقال : يعتق رقبة ، قالت : لا يجد ، قال : يصوم شهرين متتابعين ، قالت : يا رسول الله ، إنه شيخ كبير ما به من صيام ، قال فليطعم ستين مسكيناً ، قالت : ما عنده من شيء يتصدق به قالت{[62978]} : فأتي ساعتئذ بعرق {[62979]}من{[62980]} تمر ، قلت : يا رسول الله ، فإني أعينه بعرق آخر ، قال : قد أحسنت أذهبي فأطعمي بها عنه ستين مسكيناً ، وارجعي إلى ابن عمك " قال : والعرق ستون صاعاً ، وفي رواية : والعرق مكتل{[62981]} يسع ثلاثين صاعاً ، " وروى الدارقطني{[62982]} أن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " إن أوس بن الصامت رضي الله عنه ظاهر من امرأته خويلة بنت ثعلبة رضي الله عنها فشكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : ظاهر مني حين{[62983]} كبر سني ورق عظمي ، فأنزل الله آية الظهار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأوس اعتق رقبة ، قال : مالي بذلك يدان ، قال : فصم{[62984]} شهرين متتابعين ، قال : أما إني إذا أخطأني أن آكل في اليوم مرتين يكل بصري{[62985]} ، قال فأطعم ستين مسكيناً " ، قال : ما أجد إلا أن{[62986]} تعينني{[62987]} منك بعون{[62988]} وصلة ، فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر صاعاً{[62989]} حتى جمع{[62990]} الله له ، والله{[62991]} رحيم " قال : وكانوا يرون أن عنده مثلها ، و{[62992]}ذلك لستين{[62993]} مسكيناً ، وللدراقطني{[62994]} أيضاً{[62995]} والبيهقي{[62996]} " أن خولة{[62997]} بنت ثعلبة رضي الله عنها رآها زوجها وهو أوس بن الصامت أخو عبادة{[62998]} رضي الله عنهما وهي تصلي فراودها فأبت فغضب ، وكان به{[62999]} لمم وخفة فظاهر منها ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن أوساً تزوجني وأنا شابة مرغوب فيَّ ، فلما خلا سني ونثرت له بطني جعلني عليه كأمه " وللطبراني{[63000]} من طريق أبي معشر عن{[63001]} محمد بن كعب القرظي قال{[63002]} : " كانت خولة بنت ثعلبة تحت أوس بن الصامت وكان به لمم ، فقال في بعض هجراته : أنت عليّ كظهر أمي ، قال : ما أظنك إلا قد حرمت عليّ ، {[63003]}فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن أوس بن الصامت أبو ولديَّ وأحب الناس إليّ والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقاً ، قال : ما أراك إلا قد حرمت عليه ، فقالت : يا رسول الله لا تقل كذلك والله ما ذكر طلاقاً ، فرادّت النبي صلى الله عليه وسلم مراراً ، ثم قالت : اللهم إني أشكو إليك فاقتي ووحدتي وما يشق عليّ من فراقه " الحديث ، ومن طريق أبي العالية قال : فجعل كلما قال لها " حرمت عليه " هتفت وقالت : أشكو إلى الله ، فلم ترم مكانها حتى نزلت الآية ، وروى أبو داود{[63004]} عن هشام بن عروة أن جميلة كانت تحت أوس ابن الصامت وكان رجلاً{[63005]} به لمم فكان إذا اشتد به لممه ظاهر من امرأته فأنزل الله عز وجل فيه كفارة الظهار ، وأخرجه من حديث عروة عن عائشة رضي الله عنها مثله . و{[63006]}قال القشيري : وفي الخبر أنها قالت : يا سول الله إن أوساً تزوجني شابة غنية ذات أهل ومال كثير ، فلما كبر عنده سني ، وذهب مالي وتفرق أهلي ، جعلني عليه كظهر أمه ، وقد ندم وندمت ، وإن لي صبية صغاراً إن ضممتهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إليّ جاعوا ، يعني ففرج الله عنها ، وقد{[63007]} حصل من هذا مسألة ، وهو أن كثيراً من الأشياء ظاهر العلم يحكم فيه بشيء ثم الضرورة تغير ذلك الحكم لصاحبها ، قال البغوي{[63008]} : و{[63009]}كان هذا{[63010]} أول ظهار{[63011]} في الإسلام ، وقال أبو حيان{[63012]} : وكان عمر رضي الله عنه يكرم خولة رضي الله عنها إذا دخلت عليه ويقول{[63013]} : سمع الله لها ، فالمظاهرة في حديث سلمة رضي الله عنه موقتة ، وفي حديث خولة رضي الله عنها مطلقة ، وهي في قصة سلمة رضي الله عنه ومن نحا نحوه رهبانية مبتدعة لم ترع حق رعايتها كرهبانية النصارى ، ولم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم في ابتداعها حق الاتباع{[63014]} ، وأما في قصة خولة رضي الله عنها فهي مصيبة كان ينبغي فيها التسليم وعدم الحزم كما في آية{ لكيلا تأسوا }[ الحديد : 23 ] الآية على أن امتناعها من زوجها حين راودها فيه إلمام بالرهبانية{[63015]} ، وإزالة شكايتها مع أنها امرأة ضعيفة من عظيم الفضل ، وزاده عظماً جعله حكماً{[63016]} عاماً لمن وقع فيه من جميع الأمة .


[1]:- هكذا ثبتت العبارة في النسخة المخزونة بالرباط – المراقش التي جعلناها أصلا وأساسا للمتن، وكذا في نسخة مكتبة المدينة ورمزها "مد" وموضعها في نسخة دار الكتب المصرية ورمزها "م": رب زدني علما يا فتاح.
[2]:- في م ومد: قال أفقر الخلائق إلى عفو الخالق؛ وفي الأصل: أبو إسحاق – مكان: أبو الحسن، والتصحيح من الأعلام للزركلي ج1 ص 50 وعكس المخطوطة أمام ص 56 وهامش الأنساب للسمعاني ج2 ص280.
[3]:- ضبطه في الأعلام بضم الراء وتخفيف الباء.
[4]:- ضبطه الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني رحمه الله في تعليقه على الأنساب ج2 ص280 وقال: البقاعي يكسر الموحدة وفتح القاف مخففة وبعد الألف عين مهملة بلد معروف بالشام ينسب إليه جماعة أشهرهم الإمام المفسر إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي أبو الحسن برهان الدين من أجلة أهل القرن التاسع له عدة مؤلفات ولد سنة 809 وتوفي سنة 885 – اهـ.
[5]:- في م ومد: لطف الله بهم أجمعين، إلا أن لفظ "اجمعين" ليس في مد. والعبارة من "وآله" إلى هنا ليست في نسخة المكتبة الظاهرية ورمزها "ظ".
[6]:- في م ومد: لطف الله بهم أجمعين، إلا أن لفظ "اجمعين" ليس في مد. والعبارة من "وآله" إلى هنا ليست في نسخة المكتبة الظاهرية ورمزها "ظ".
[7]:- في م ومد وظ: برسالته.
[8]:- ليس في م ومد وظ.
[9]:- سورة 38 آية 29.
[10]:- في م وظ: اخرجه.
[62918]:- من م، وفي الأصل وظ: العجز..
[62919]:-من ظ و م، وفي الأصل: يشغله.
[62920]:- زيد بعده في الأصل: إلا لكم الأجر مرتين فغضبت اليهود والنصارى قالوا نحن، وفي رواية: ما لم أكثر عملا وأقل عطاء، وفي رواية: أجرا قال الله تعالى: هل، وفي رواية: وهل نقضتكم، وفي رواية: هل ظلمتكم من حقكم شيئا، وفي رواية: أجركم شيئا قالوا: لا، قال فإنه وفي رواية قائما، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها، وهي تكرار على ما سبق.
[62921]:- من ظ و م، وفي الأصل: لفته- كذا.
[62922]:- راجع السنن 2/ 324.
[62923]:- من ظ وم: وفي الأصل: عتقت.
[62924]:- من ظ، وم، وفي الأصل: الشكية.
[62925]:- زيد من م و مد.
[62926]:- زيد من م و مد.
[62927]:- من ظ وم، وفي الأصل: جدير.
[62928]:- زيد من م و مد.
[62929]:- من م، وفي الأصل و ظ: لربها.
[62930]:- من م، وفي الأصل و ظ: لربها.
[62931]:- في ظ: أجاز.
[62932]:- من ظ، وفي الأصل وم: فسمع.
[62933]:- زيد من ظ.
[62934]:- من ظ و م، وفي الأصل: من.
[62935]:- زيد من ظ و م.
[62936]:- من ظ و م، وفي الأصل: التقييد.
[62937]:- راجع آية 87.
[62938]:- من ظ و م، وفي الأصل: هذا.
[62939]:- ما وجدناها في مجمع الزوائد في مضانها.
[62940]:- من ظ و م، وفي الأصل: فوقعتها.
[62941]:-راجع السنن 1/ 310.
[62942]:- زيد من ظ و م.
[62943]:- راجع السنن 2/ 88.
[62944]:- راجع السنن ص: 150.
[62945]:- راجع الجامع 1/144.
[62946]:- زيد من ظ و م.
[62947]:- من ظ و م، وفي الأصل: العامري، وراجع لترجمته معجم المؤلفين 11/61.
[62948]:- من ظ و م، وفي الأصل: يقول.
[62949]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[62950]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[62951]:- راجع الجامع 1/143.
[62952]:- راجع المسند 4/ 37.
[62953]:- راجع المستدرك 2/ 203.
[62954]:- راجع سنن ابن ماجه ص 150 وسنن أبي داود 1/308 وسنن الدارمي ص 295 وجامع الترمذي 1/ 144.
[62955]:- زيد من ظ و م.
[62956]:- من ظ و م، وفي الأصل: يصبح.
[62957]:- من م، وفي الأصل وظ: تكشفت.
[62958]:- من ظ ومد، وفي الأصل: عنها.
[62959]:- من ظ، وفي الأصل وم: قال.
[62960]:- من ظ و م، وفي الأصل: ذاك.
[62961]:- من م، وفي الأصل وظ: بذلك.
[62962]:- من ظ و م، وفي الأصل عنقي.
[62963]:- من ظ وم، وفي الأصل: أمرني.
[62964]:- من ظ وم، وفي الأصل: أمرني.
[62965]:- زيد من ظ و م.
[62966]:- راجع المسند 5/ 436.
[62967]:- زيد من المسند.
[62968]:- من م، وفي الأصل وظ: فبينما.
[62969]:- من ظ وم، وفي الأصل: فلم أثبت –كذا.
[62970]:- زيد من ظ، وراجع المستدرك 2/ 304.
[62971]:- راجع السنن الكبرى 7/ 390.
[62972]:- من ظ و م، وفي الأصل: أعتقت.
[62973]:- زيد من ظ.
[62974]:- راجع السنن 1/ 309.
[62975]:- زيد بعده في الأصل: لي، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[62976]:- من ظ و م، وفي الأصل: اتق.
[62977]:- زيد من م ومد.
[62978]:- من ظ وم، وفي الأصل: قال.
[62979]:- من م، وفي الأصل و ظ: فيه.
[62980]:- من م، وفي الأصل و ظ: فيه.
[62981]:- من م، وفي الأصل وظ: مكيل.
[62982]:- راجع السنن ص: 422.
[62983]:- زيد من م ومد.
[62984]:-من ظ وم، وفي الأصل: صم.
[62985]:- من ظ ومن وفي الأصل: بصر.
[62986]:-زيد من م.
[62987]:- من ظ وم وفي الأصل: بعون منك.
[62988]:- من ظ وم وفي الأصل: بعون منك.
[62989]:- من ظ و م، وفي الأصل: مجمع.
[62990]:- من ظ و م، وفي الأصل: مجمع.
[62991]:- زيد في الأصل: غفور، ولم تكن الزيادة في ظ و م والسنن فحذفناها.
[62992]:- من م، وفي الأصل وظ: لذلك ستين.
[62993]:- من م، وفي الأصل وظ: لذلك ستين.
[62994]:- ما وحدنا في نطاقها.
[62995]:- زيد من م.
[62996]:- راجع السنن الكبرى 7/ 392.
[62997]:- في ظ: خويلة.
[62998]:- من ظ و م، وفي الأصل، أبو عبيدة.
[62999]:- من ظ وم، وفي الأصل: بهم.
[63000]:- لم يذكر في مجمع الزوائد من هذا الطريق.
[63001]:- زيد في الأصل: إلى، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[63002]:- من ظ، وفي الأصل و م: قالت.
[63003]:- زيد في الأصل: قال، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[63004]:- راجع السنن 1/ 309.
[63005]:- من م، وفي الأصل وظ: رجل.
[63006]:- زيد من م.
[63007]:- سقط من ظ و م.
[63008]:- في معالم التنزيل بهامش اللباب 7/ 36.
[63009]:- من ظ و م والمعالم، وفي الأصل: هو.
[63010]:- من ظ و م والمعالم، وفي الأصل: هو.
[63011]:- من ظ وم والمعالم، وفي الأصل: الظهار.
[63012]:- في البحر المحيط 8/ 232.
[63013]:- زيد من ظ والبحر.
[63014]:- من ظ وم، وفي الأصل: الابتداع.
[63015]:- من ظ و، وفي الأصل: من الرهبانية.
[63016]:-زيد من ظ و م.