سورة المجادلة{[1]}
مقصودها الإعلام بإيقاع البأس الشديد ، الذي{[2]} أشارت إليه الحديد ، بمن حاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لما له سبحانه من تمام العلم ، اللازم عنه تمام القدرة ، اللازم عنه الإحاطة بجميع صفات الكمال ، وعلى ذلك{[3]} دلت تسميتها بالمجادلة بأول قصتها{[4]} وآخرها ، وعلى تكرير الاسم الأعظم الجامع في القصة وجميع السورة تكريرا لم يكن في سواها بحيث لم تخل منه آية ، وأما الآيات التي تكرر{[5]} في كل منها{[6]} المرتين فأكثر فكثرة كل ذلك للدلالة على أن الأكثر منها المراد فيها بالخطاب{[7]} من يصح أن ينظر إليه تارة بالجلال ، وتارة بالكمال ، فيجمع له الوصفان ، وهو من آمن ووقع منه هفوة أو عصيان ، ولهذا ضمتها أشياء شدد النكير{[8]} فيها حين وقع فيها بعض أهل الإيمان ، ولم يبحها لهم عند وقوعهم فيها ردا للشرع إلى ما دعا إليه الطبع كما فعل في غيرها كالأكل والجماع في ليل رمضان من غير تقييد بيقظة{[9]} ولا منام لمنابذتها للحكمة ، وبعدها عن موجبات الرحمة .
وهذا مؤيد لما تقدم من سر إخلاء الواقعة والرحمن والقمر من هذا الاسم الجامع- والله الموفق ( بسم الله ) الذي أحاط علمه فتمت قدرته فكملت جميع صفاته ( الرحمن ) الذي شمل الخلائق جودا بالإيجاد وإرسال هداته{[10]}( الرحيم ) الذي خص أصفياءه فتمت عليهم نعمة مرضاته .
لما ختمت الحديد بعث إثبات عجز{[62918]} الخلق بعظيم الفضل له سبحانه ، وكان سماع أصوات جميع الخلائق من غير أن يشغل{[62919]} صوت عن صوت وكلام عن كلام من الفضل العظيم ، وكان قد تقدم ابتداع بعض المتعبدين{[62920]} من الرهبانية بما لم يصرح لهم بالإذن فيه ، فكان سبباً للتضييع ، وكان الظهار على نوعين : موقت ومطلق ، وكان الموقت مما يدخل في الرهبانية لأنه من التبتل وتحريم ما أحل الله من الطيبات ، وكان بعض الصحابة رضي الله عنهم قد منع نفسه{[62921]} بالموقت منه من مرغوبها مما لم يأت عن الله ، فظاهر من امرأته محافظة على كمال التعبد خوفاً من الجماع في نهار رمضان ، وكان ذلك مما لم يأذن به بل نهى عنه كما روى أبو داود{[62922]} عن أنس رضي الله عنه والطبراني في الأوسط عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تشددوا على أنفسكم ، فإنما هلك من كان قبلكم بتشديدهم على أنفسهم ، وستجدون بقاياهم في الصوامع والديارات " وكان بعض الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - قد ظاهر مطلقاً فشكت امرأته ما لحقها من الضرر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهتفت{[62923]} باسم الله ، وكان علمه سبحانه بخصوص شكاية هذه المرأة المسكينة{[62924]} وإزالة ضررها بحكم{[62925]} عام لها ولغيرها من عباده حتى صارت واقعتها رخصة عامة للمسلمين إلى يوم القيامة معلماً بأنه ذو الفضل العظيم ، وأنه الظاهر الباطن ، ذو الملك كله ، وكان قد أمر بالإيمان به وبرسوله ووعد على ذلك بالنور ، كان{[62926]} السامع لذلك جديراً{[62927]} بتوقع البيان الذي هو النور في هذه الرهبانية التي ابتدعت في{[62928]} هذه الأمة ، وتخفيف الشديد الذي وقع عن بعضهم ليعلم أهل الكتاب ما لهذه الأمة من الكرامة {[62929]}على ربها{[62930]} وأنه يختص برحمته من يشاء فقال : { قد سمع الله } أي أجاب{[62931]} بعظيم فضله الذي أحاط بجميع صفات الكمال فوسع{[62932]} سمعه الأصوات { قول } وعبر بالوصف دون الاسم تعريفاً برحمته الشاملة فقال : { التي تجادلك } أي تبالغ في أن تقبلك إلى مرادها { في زوجها } أي في الأمر المخلص له من ظهاره رحمة لها { وتشتكي } أي تتعمد بتلك المجادلة الشكوى ، منتهية { إلى الله } أي الملك العظيم الرحيم الذي أحاط بكل شيء علماً ، ولصدقها في شكواها وقطع رجائها في كشف ما بها من غير الله كانت هي والنبيُّ صلى الله عليه وسلم متوقعين أن الله يكشف ضرها { والله } أي والحال أن الذي وسعت رحمته كل شيء لأن له الأمر كله { يسمع تحاوركما } أي مراجعتكما التي يحور - أي يرجع فيها{[62933]} إلى كل منكما جواب كلامه من الآخر كأنها لثقل ما قدح في أمرها ونزل من ضرها ناشئة عن{[62934]} حيرة .
ولما كان ذلك في غاية ما يكون من خرق العادة بحيث إن الصديقة عائشة رضي الله عنها قالت عند نزول الآية : " الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ، لقد كلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في جانب البيت ما أسمع كثيراً مما تقول " أكده تنبيهاً على شدة غرابته ولأنه{[62935]} ربما استبعده من اشتد جهله لعراقته في التقيد{[62936]} بالعادات فقال : { إن الله } أي الذي أحاط بجميع صفات الكمال فلا كفؤ له { سميع بصير * } أي بالغ السمع لكل مسموع ، والبصر لكل ما يبصر والعلم لكل ما يصح أن يعلم أزلاً وأبداً ، وقد مضى نحو هذا التناسب في المائدة حين أتبع تعالى آية القسيسين والرهبان قوله تعالى :{ يأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم }{[62937]} غير أن هذا خاص وذاك{[62938]} عام ، فهذا فرد منه ، فالمناسبة واحدة لأن الأخص في ضمن الأعم ، والحاصل أنه سبحانه امتنَّ عليهم بما جعل في قلوبهم من الرهبانية وغيرها ، وأخبر أنهم لم يوفوها حقها ، وأنه آتى مؤمنيهم الأجر ، وأمر المسلمين بالتقوى واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ليحصل لهم من فضله العظيم ضعف ما حصل لأهل الكتاب ، ونهاهم عن التشديد على أنفسهم بالرهبانية ، فصاروا مفضلين من وجهين : كثرة الأجر وخفة العمل ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء - والله أعلم ، روى البزار{[62939]} من طريق خصيف عن عطاء ومن غيرها أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً قال : يا رسول الله ! إني ظاهرت من امرأتي ورأيت ساقها في القمر فواقعتها{[62940]} قبل أن أكفر ، قال " كفِّر ولا تعد " وروى أبو داود{[62941]} عن عكرمة أن رجلاً ظاهر من امرأته ثم واقعها قبل أن يكفر ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : " ما حملك على ما صنعت ؟ قال : رأيت بياض ساقيها في القمر ، قال : فاعتزلها حتى تكفر عنك " قال المنذري : وأخرجه أيضاً عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عكرمة عن ابن{[62942]} عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه ، وأخرجه النسائي{[62943]} وابن ماجة{[62944]} والترمذي{[62945]} - وقال : حديث{[62946]} حسن غريب صحيح - وقال النسائي : المرسل أولى بالصواب من المسند ، وقال أبو بكر المعافري{[62947]} : ليس في الظهار حديث صحيح يعول{[62948]} عليه ، قال المنذري : وفيما قاله نظر ، فقد صححه {[62949]}الترمذي كما ترى ، ورجال إسناده ثقات ، وسماع بعضهم من بعض مشهور ، وترجمة عكرمة{[62950]} عن ابن عباس رضي الله عنهما احتج بها البخاري في غير موضع - انتهى . وللترمذي{[62951]} - وقال حسن غريب - عن سلمة بن صخر رضي الله عنه في المظاهر يواقع قبل أن يكفر قال : " كفّارة واحدة " ، " وروى أحمد{[62952]} والحاكم{[62953]} وأصحاب السنن{[62954]} إلا النسائي وحسنه الترمذي ، قال ابن الملقن : وصححه ابن حبان والحاكم - من طريق سليمان بن يسار عن سلمة بن صخر البياضي رضي الله عنه قال : كنت أمرأ أصيب من النساء ما لا يصيب غيري ، فلما دخل شهر رمضان خفت أن أصيب من امرأتي شيئاً يتابع بي{[62955]} حتى أصبح{[62956]} فظاهرت منها حتى ينسلخ شهر رمضان ، فبينا هي تخدمني ذات ليلة تكشف{[62957]} لي منها شيء فما لبث أن نزوت عليها{[62958]} ، فلما أصبحت خرجت إلى قومي فأخبرتهم الخبر وقلت : امشوا معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا : لا والله : فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال{[62959]} " أنت بذاك{[62960]} يا سلمة ؟ قلت : أنا بذاك{[62961]} يا رسول الله مرتين ، وأنا صابر لأمر الله ، فاحكم فيّ بما أراك الله ، وفي رواية : فأمض فيَّ حكم الله فإني صابر لذلك ، قال حرر رقبة . قلت : والذي بعثك بالحق ما أملك غيرها - وضربت صفحة رقبتي{[62962]} ، قال : فصم شهرين متتابعين ، قلت : وهل أصبت الذي أصبت إلا من الصيام ، قال : فاطعم وسقاً من تمر بين ستين مسكيناً ، قال : والذي بعثك بالحق ، لقد بتنا وحشين ما لنا طعام ، قال : فانطلق إلى صاحب صدقة بني زريق فليدفعها إليك فأطعم ستين مسكيناً وسقاً من تمر وكل أنت وعيالك بقيتها " فرجعت إلى قومي فقلت : وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي ، ووجدت عند النبي صلى الله عليه وسلم السعة وحسن الرأي ، وفي رواية : والبركة وقد أمرني - {[62963]}أو أمر لي{[62964]} - بصدقتكم ، وفي رواية : فادفعوها إليّ ، فدفعوها إليّ ) . وأعله عبد الحق بالانقطاع ، وأن سليمان لم يدرك سلمة ، حكى ذلك الترمذي عن البخاري ، وقال الترمذي : إن سلمة بن صخر يقال له سلمان أيضاً ، ورواه الإمام أحمد أيضاً{[62965]} من طريق أخرى{[62966]} قال " حدثنا عبد الله بن إدريس - هو الأودي - عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سليمان بن يسار عن{[62967]} سلمة بن صخر البياضي رضي الله عنه قال : كنت أمرأ أصيب من النساء ما لا يصيب غيري ، فلما دخل شهر رمضان خفت فتظاهرت من امرأتي في الشهر فبينا{[62968]} هي تخدمني ذات ليلة إذ تكشف لي منها شيء فلم ألبث{[62969]} أن وقعت عليها ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال " حرر رقبة ، فقلت : والذي بعثك بالحق ، ما أملك غير رقبتي ، قال : صم شهرين متتابعين ، قلت : وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام ؟ قال : فأطعم ستين مسكيناً " وهذا سند حسن متصل إن شاء الله إن سلم من تدليس ابن إسحاق ، ، وروى الحاكم و{[62970]}البيهقي{[62971]} من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان وأبي سلمة بن عبد الرحمن
" أن سلمة بن صخر البياضي رضي الله عنه جعل امرأته عليه كظهر أمه إن غشيها حتى يمضي رمضان ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اعتق رقبة " {[62972]} وقصة سلمة هذه أصل الظهار المؤقت ، وقد دلت على أنه لا عود فيه فلا كفارة عليه إلا{[62973]} بوطئها في مدة الظهار ، " وروى أبو داود{[62974]} عن خويلة بنت مالك بن ثعلبة رضي الله عنها قالت : " ظاهر مني زوجي أوس بن الصامت رضي الله عنه فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أشكوا إليه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يجادلني فيه ويقول{[62975]} :اتقي{[62976]} الله فإنه ابن عمك ، فما برحت حتى نزل القرآن{[62977]} { قد سمع الله } إلى الفرض ، فقال : يعتق رقبة ، قالت : لا يجد ، قال : يصوم شهرين متتابعين ، قالت : يا رسول الله ، إنه شيخ كبير ما به من صيام ، قال فليطعم ستين مسكيناً ، قالت : ما عنده من شيء يتصدق به قالت{[62978]} : فأتي ساعتئذ بعرق {[62979]}من{[62980]} تمر ، قلت : يا رسول الله ، فإني أعينه بعرق آخر ، قال : قد أحسنت أذهبي فأطعمي بها عنه ستين مسكيناً ، وارجعي إلى ابن عمك " قال : والعرق ستون صاعاً ، وفي رواية : والعرق مكتل{[62981]} يسع ثلاثين صاعاً ، " وروى الدارقطني{[62982]} أن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " إن أوس بن الصامت رضي الله عنه ظاهر من امرأته خويلة بنت ثعلبة رضي الله عنها فشكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : ظاهر مني حين{[62983]} كبر سني ورق عظمي ، فأنزل الله آية الظهار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأوس اعتق رقبة ، قال : مالي بذلك يدان ، قال : فصم{[62984]} شهرين متتابعين ، قال : أما إني إذا أخطأني أن آكل في اليوم مرتين يكل بصري{[62985]} ، قال فأطعم ستين مسكيناً " ، قال : ما أجد إلا أن{[62986]} تعينني{[62987]} منك بعون{[62988]} وصلة ، فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر صاعاً{[62989]} حتى جمع{[62990]} الله له ، والله{[62991]} رحيم " قال : وكانوا يرون أن عنده مثلها ، و{[62992]}ذلك لستين{[62993]} مسكيناً ، وللدراقطني{[62994]} أيضاً{[62995]} والبيهقي{[62996]} " أن خولة{[62997]} بنت ثعلبة رضي الله عنها رآها زوجها وهو أوس بن الصامت أخو عبادة{[62998]} رضي الله عنهما وهي تصلي فراودها فأبت فغضب ، وكان به{[62999]} لمم وخفة فظاهر منها ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن أوساً تزوجني وأنا شابة مرغوب فيَّ ، فلما خلا سني ونثرت له بطني جعلني عليه كأمه " وللطبراني{[63000]} من طريق أبي معشر عن{[63001]} محمد بن كعب القرظي قال{[63002]} : " كانت خولة بنت ثعلبة تحت أوس بن الصامت وكان به لمم ، فقال في بعض هجراته : أنت عليّ كظهر أمي ، قال : ما أظنك إلا قد حرمت عليّ ، {[63003]}فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن أوس بن الصامت أبو ولديَّ وأحب الناس إليّ والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقاً ، قال : ما أراك إلا قد حرمت عليه ، فقالت : يا رسول الله لا تقل كذلك والله ما ذكر طلاقاً ، فرادّت النبي صلى الله عليه وسلم مراراً ، ثم قالت : اللهم إني أشكو إليك فاقتي ووحدتي وما يشق عليّ من فراقه " الحديث ، ومن طريق أبي العالية قال : فجعل كلما قال لها " حرمت عليه " هتفت وقالت : أشكو إلى الله ، فلم ترم مكانها حتى نزلت الآية ، وروى أبو داود{[63004]} عن هشام بن عروة أن جميلة كانت تحت أوس ابن الصامت وكان رجلاً{[63005]} به لمم فكان إذا اشتد به لممه ظاهر من امرأته فأنزل الله عز وجل فيه كفارة الظهار ، وأخرجه من حديث عروة عن عائشة رضي الله عنها مثله . و{[63006]}قال القشيري : وفي الخبر أنها قالت : يا سول الله إن أوساً تزوجني شابة غنية ذات أهل ومال كثير ، فلما كبر عنده سني ، وذهب مالي وتفرق أهلي ، جعلني عليه كظهر أمه ، وقد ندم وندمت ، وإن لي صبية صغاراً إن ضممتهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إليّ جاعوا ، يعني ففرج الله عنها ، وقد{[63007]} حصل من هذا مسألة ، وهو أن كثيراً من الأشياء ظاهر العلم يحكم فيه بشيء ثم الضرورة تغير ذلك الحكم لصاحبها ، قال البغوي{[63008]} : و{[63009]}كان هذا{[63010]} أول ظهار{[63011]} في الإسلام ، وقال أبو حيان{[63012]} : وكان عمر رضي الله عنه يكرم خولة رضي الله عنها إذا دخلت عليه ويقول{[63013]} : سمع الله لها ، فالمظاهرة في حديث سلمة رضي الله عنه موقتة ، وفي حديث خولة رضي الله عنها مطلقة ، وهي في قصة سلمة رضي الله عنه ومن نحا نحوه رهبانية مبتدعة لم ترع حق رعايتها كرهبانية النصارى ، ولم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم في ابتداعها حق الاتباع{[63014]} ، وأما في قصة خولة رضي الله عنها فهي مصيبة كان ينبغي فيها التسليم وعدم الحزم كما في آية{ لكيلا تأسوا }[ الحديد : 23 ] الآية على أن امتناعها من زوجها حين راودها فيه إلمام بالرهبانية{[63015]} ، وإزالة شكايتها مع أنها امرأة ضعيفة من عظيم الفضل ، وزاده عظماً جعله حكماً{[63016]} عاماً لمن وقع فيه من جميع الأمة .