{ إِذْ تُصْعِدُونَ } يعني : إلى الجبل هاربين ، حيث صعدوا الجبل منهزمين من العدو ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم : « يَا معْشرَ المُسْلِمينَ أَنَا رَسُولُ الله » فلم يلتفت إليه أحد ، حتى أتوا على الجبل . فذلك قوله تعالى : { إِذْ تُصْعِدُونَ } يعني الجبل . وهذا قول الكلبي وقال الضحاك : { إذ تصعدون } في الوادي منهزمين . وقال القتبي : يعني تبعدون في الهزيمة ، يقال : أصعد في الأرض إذا أمعن في الهزيمة . وقرأ الحسن : { تَصْعَدُون } بنصب التاء ، أي تَصْعَدُون الجبل . وقرأ العامة بالضم { وَلاَ تَلْوُونَ على أحَدٍ } يقول : ولا تقيمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويقال : لا يقيم بعضكم على بعض { والرسول يَدْعُوكُمْ في أُخْرَاكُمْ } يقول : مِنْ خَلْفِكم { فأثابكم غَمّاً بِغَمّ } يقول : جعل ثوابكم غماً على أثر الغم ، ويقال : جزاكم غماً على أثر الغم ، ويقال غماً متصلاً بالغم . فأما الغم الأول : فإشراف خالد بن الوليد بخيل المشركين وهم في ذلك الجبل قاله الكلبي . وقال مقاتل : الغم الأول ما فاتهم من الفتح والغنيمة ، فاجتمعوا وكانوا يذكرون فيما بينهم ما أصابهم في ذلك اليوم . والغم الثاني : إذ صعد خالد بن الوليد ، فلما عاينوه أَذْعَرهُم ذلك أي خوفهم ، فأنساهم ما كانوا فيه من الحزن ، فذلك قوله تعالى : { لّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ على مَا فَاتَكُمْ } من الفتح والغنيمة { وَلاَ مَا أصابكم } من القتل والهزيمة .
ويقال : الغم الأول الجُرح والقتل ، والغم الثاني أنهم سمعوا بأن النبيّ صلى الله عليه وسلم قد قتل فأنساهم الغم الأول . قال : { والله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } يعني لا يخفى عليه شيء من أعمالكم ، فيجازيكم بها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.