بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لَوۡ كَانَ عَرَضٗا قَرِيبٗا وَسَفَرٗا قَاصِدٗا لَّٱتَّبَعُوكَ وَلَٰكِنۢ بَعُدَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلشُّقَّةُۚ وَسَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ لَوِ ٱسۡتَطَعۡنَا لَخَرَجۡنَا مَعَكُمۡ يُهۡلِكُونَ أَنفُسَهُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (42)

ثم نزل في شأن المنافقين الذين تخلفوا قوله تعالى : { لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا } ، يعني : غنيمة قريبة ويقال : سهلاً قريباً . { وَسَفَرًا قَاصِدًا } ، يعني : هيناً يقيناً ، { لاَّتَّبَعُوكَ } ؛ يعني : لو علموا أنهم يصيبون مغنماً ، { لاَّتَّبَعُوكَ ولكن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشقة } والشقة : السفر ، يعني : ثقل عليهم السفر . { وَسَيَحْلِفُونَ بالله } ، أي الذين تخلفوا . { لَوِ استطعنا } ، يعني : لو قدرنا ولو كانت لنا سعة في المال والزاد ، { لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ } إلى الغزو .

وقال الله تعالى : { يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ } ، يعني : بحلفهم كذباً . { والله يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لكاذبون } بحلفهم ، وأن لهم سعة للخروج ، ولكنهم لم يريدوا الخروج .