الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{لَوۡ كَانَ عَرَضٗا قَرِيبٗا وَسَفَرٗا قَاصِدٗا لَّٱتَّبَعُوكَ وَلَٰكِنۢ بَعُدَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلشُّقَّةُۚ وَسَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ لَوِ ٱسۡتَطَعۡنَا لَخَرَجۡنَا مَعَكُمۡ يُهۡلِكُونَ أَنفُسَهُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (42)

ثم نزل في المتخلفين عن غزوة تبوك من المنافقين { لَوْ كَانَ } اسمه مضمر أي لو كان ما يدعوهم إليه { عَرَضاً قَرِيباً } غنيمة حاضرة { وَسَفَراً قَاصِداً } وموضعاً قريباً .

قال المبرّد : قاصداً أي ذا قصد نحو تامر ولابن ، وقيل : هو طريق مقصود فجعلت صفته على [ فاعلة بمعنى مفعولة ] كقوله

{ عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } [ الحاقة : 21 ] أي مرضية . { لاَّتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ } يعني المسافة وقال الكسائي : هي الغزاة التي يخرجون إليها ، وقال قطرب : هي السفر البعيد سمّيت شقة لأنّها تشقّ على الانسان ، والقراءة بضم الشين وهي اللغة الغالبة ، وقرأ عبيد ابن عمير بكسر الشين وهي لغة قيس .

{ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا } قرأ الأعمش بضم الواو لأن أصل الواو الضمة ، وقرأ الحسن بفتح الواو لأن الفتح أخفّ الحركات ، وقرأ الباقون بالكسر لأن الجزم يحرّك بالكسر { لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ } بالحلف الكاذب { وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } في أيمانهم [ واعتلالهم ]