الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لَوۡ كَانَ عَرَضٗا قَرِيبٗا وَسَفَرٗا قَاصِدٗا لَّٱتَّبَعُوكَ وَلَٰكِنۢ بَعُدَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلشُّقَّةُۚ وَسَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ لَوِ ٱسۡتَطَعۡنَا لَخَرَجۡنَا مَعَكُمۡ يُهۡلِكُونَ أَنفُسَهُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (42)

وقوله سبحانه : { لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ } [ التوبة : 42 ] .

هذه الآية في المنافقين والمتخلِّفين في غزوة تَبُوكَ ، وكَشْفِ ضمائرهم ، وأما الآيات التي قبلها ، فعامَّة فيهم وفي غيرهم ، والمعنى : لو كان هذا الغزوَ لِعَرَضٍ ، أي : لمال وغنيمةٍ تنالُ قريباً ؛ بسَفرٍ قاصدٍ يسيرٍ ، لبادروا لا لوجه اللَّه ، { ولكن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشقة } وهي المسافةُ الطويلة .

وقوله : { وَسَيَحْلِفُونَ بالله } ، يريد : المنافقينَ ، وهذا إِخبار بغَيْب .