فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ} (46)

{ الذين يظنون } أي يستيقنون وقيل يعلمون ، والظن هنا عند الجمهور بمعنى اليقين ومنه قوله تعالى { إني ظننت أني ملاق حسابيه } وقوله { وظنوا أنهم مواقعوها } وقيل إن الظن في الآية على بابه ويضمر في الكلام بذنوبهم فكأنهم توقعوا لقاءه مذنبين ، ذكره الماوردي والأول أولى ، وأصل الظن الشك مع الميل إلى أحد الطرفين ، وقد يقع موقع اليقين في مواضع منها هذه الآية .

ومعنى { أنهم ملاقوا ربهم } ملاقوا جزاءه ، والمفاعلة هنا ليست على بابها ، ولا أرى في حمله على أصل معناه من دون تقدير المضاف بأسا أي يوقنون أنهم يرونه ، وفي هذا مع ما بعده من قوله { وأنهم إليه راجعون } إقرار بالبعث وما وعد الله به في اليوم الآخر ، وفيه دليل على ثبوت رؤية الله تعالى في الآخرة .