فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ} (46)

{ الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون } الظن هنا بمعنى اليقين ومنه قوله تعالى { إني ظننت أني ملاق حسابيه }{[262]} فهو حكاية ما يقول من أوتي كتابه بيمينه ولهذا بشر في الآيات التاليات لهذه : { فهو في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتهم في الأيام الخالية }{[263]} فهي في أهل الإيمان الذين سعدوا{ ملاقوا ربهم } أي يعرضون على الواحد القهار العزيز الغفار ويستيقنون أنه سيكرم مآبهم ويجزل ثوابهم تفضلا منه وكرما وهم إلى جزائه تباركت آلاؤه صائرون فلهذا لما أيقنوا بالمعاد والجزاء سهل عليهم فعل الطاعات وترك المنكرات- . {[264]}


[262]:سورة الحاقة الآية 20.
[263]:سورة الحاقة الآيات من 21 إلى 24.
[264]:ما بين العارضتين من تفسير القرآن العظيم.