فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَلَّا تَطۡغَوۡاْ فِي ٱلۡمِيزَانِ} (8)

{ ألا تطغوا في الميزان } أي لا تجاوزوا العدل وقال الحسن والضحاك : المراد به آلة الوزن ليتوصل بها إلى الإنصاف والإنتصاف : أي لا تجوروا فيما يوزن به ، وقيل : الميزان القرآن ، لأن فيه بيان ما يحتاج إليه ، وبه قال الحسين بن الفضل والأول أولى ، ومعنى { أن لا تطغوا } لئلا تطغوا فلا نافية ، وتطغوا منصوب بأن وقبلها لام العلة مقدرة ، وهذا أولى .

وقيل : أن هي مفسرة ، لأن في الوضع معنى القول ، ولا للنهي والطغيان مجاوزة الحد ، فمن قال : الميزان العدل قال : طغيانه الجور ، ومن قال الميزان الآلة التي يوزن بها قال :طغيانه البخس ، وقيل : الميزان كل ما توزن به الأشياء ، وتعرف مقاديرها ؛ من ميزان وقرسطون ومكيال ومقياس ، أي خلقه موضوعا على الأرض ، حيث علق به أحكام عباده من التسوية والتعديل ، في أخذهم وإعطائهم ، وقيل : المعنى أنه وضع الميزان في الآخرة لوزن الأعمال .