الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطۡوِيَّـٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (67)

أخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر والدارقطني في الأسماء والصفات عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : « جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد إنا نجد أن الله يحمل السموات يوم القيامة على إصبع ، والأرضين على إصبع ، والشجر على إصبع ، والماء والثرى على إصبع ، وسائر الخلق على إصبع . فيقول : أنا الملك . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة } .

وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن جرير وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس قال : كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه ، وأشار بالسبابة ، والأرضين على ذه ، والجبال على ذه . وسائر الخلق على ذه . كل ذلك يشير بأصابعه ؟ فأنزل الله { وما قدروا الله حق قدره } .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : تكلمت اليهود في صفة الرب فقالوا ما لم يعلموه ، وما لم يروا . فأنزل الله { وما قدروا الله حق قدره } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال : اليهود نظروا في خلق السموات ، والأرض ، والملائكة ، فلما زاغوا أخذوا يقدرونه . فأنزل الله { وما قدروا الله حق قدره } .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال : لما نزلت { وسع كرسيه السماوات والأرض } [ البقرة : 255 ] قالوا : يا رسول الله هذا الكرسي هكذا فكيف بالعرش ؟ فأنزل الله { وما قدروا الله حق قدره } .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يقبض الله الأرض يوم القيامة ، ويطوي السموات بيمينه ، ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ " .

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عمر رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده ، ويحركها يقبل بها ويدبر يمجد الرب نفسه أنا الجبار ، أنا المتكبر ، أنا الملك ، أنا الكريم . فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا ليخرنَّ به " .

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : حدثتني عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } قال : " يقول أنا الجبار ، أنا أنا . . . . ويمجد نفسه ، فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى أن قلنا ليخرن به قالوا : فأين الناس يومئذ يا رسول الله ؟ قال : على جسر جهنم " .

وأخرج البزار وابن عدي وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية على المنبر { وما قدروا الله حق قدره } حتى بلغ { عما يشركون } فقال : المنبر هكذا . فذهب وجاء ثلاث مرات " .

وأخرج أبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا كان يوم القيامة جمع الله السموات السبع والأرضين السبع في قبضته ، ثم يقول « أنا الله ، أنا الرحمن ، أنا الملك ، أنا القدوس ، أنا السلام ، أنا المؤمن ، أنا المهيمن ، أنا العزيز ، أنا الجبار ، أنا المتكبر ، أنا الذي بدأت الدنيا ولم تك شيئاً ، أنا الذي أعيدها أين الملوك . . . ؟ أين الجبارون . . . ؟ » .

وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن جرير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفر من أصحابه : « أنا قارئ عليكم آيات من آخر الزمر فمن بكى منكم وجبت له الجنة . فقرأها من عند { وما قدروا الله حق قدره } إلى آخر السورة فمنا من بكى ومنا من لم يبك فقال الذين لم يبكوا : يا رسول الله لقد جهدنا أن نبكي فلم نبك فقال : إني سأقرأها عليكم فمن لم يبكِ فليتباكَ » .

وأخرج الطبراني بسند مقارب وأبو الشيخ في العظمة عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله يقول ثلاث خلال غيبتهن عن عبادي لو رآهن رجل ما عمل سوء أبداً . لو كشفت غطائي فرآني حتى استيقن ويعلم كيف أعمل بخلقي إذا أمتهم . وقبضت السموات بيدي ، ثم قبضت الأرضين ، ثم قلت أنا الملك من ذا الذي له الملك دوني . ثم أريهم الجنة وما أعددت لهم فيها من كل خير فيستيقنوا بها ، وأريهم النار وما أعددت لهم فيها من كل شر فيستيقنوا بها . ولكن عمداً غيبت عنهم ذلك لأعلم كيف يعملون ، وقد بينته لهم » .

وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن مسروق رضي الله عنه ، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ليهودي : « إذ ذكر من عظمة ربنا فقال : السموات على الخنصر ، والأرضون البنصر ، والجبال على الوسطى ، والماء على السبابة ، وسائر الخلق على الإبهام . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته } » .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : يطوي الله السموات بما فيها من الخليقة ، والأرضين السبع بما فيها من الخليقة . يطوي كله بيمينه يكون ذلك في يده بمنزلة خردلة .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه { والسماوات مطويات بيمينه } .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه { والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } قال : كلهن في يمينه .

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن شيبان النحوي رضي الله عنه { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة } قال : لم يفسرها قتادة .

وأخرج البيهقي عن سفيان بن عيينة رضي الله عنه قال : كل ما وصف الله من نفسه في كتابه ، فتفسيره تلاوته والسكوت عليه .

وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أتدري ما الكرسي ؟ قلت : لا . قال : ما في السموات وما في الأرض وما فيهن في الكرسي إلا كحلقة ألقاها ملق في الأرض ، وما الكرسي في العرش إلا كحلقة ألقاها الملق في الأرض ، وما الماء في الريح إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة ، وما جميع ذلك في قبضة الله عز وجل إلا كحبة وأصغر من الحبة في كف أحدكم . وذلك قوله { والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة } » .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما في السموات السبع ، والأرضين السبع ، في يد الله عز وجل إلا كخردلة في يد أحدكم .

وأخرج ابن جرير عن عائشة رضي الله عنها قالت : « سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله { والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة } فأين الناس يومئذ ؟ قال : " على الصراط " .

وأخرج ابن جرير عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال : « أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حبر من اليهود فقال : أرأيت إذ يقول الله عز وجل في كتابه { والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } فأين الخلق عند ذلك ؟ قال : هم كرتم الكتاب » .