النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطۡوِيَّـٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (67)

{ وما قدروا الله حق قدرِه } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : وما عظموه حق عظمته إذ عبدوا الأوثان من دونه ، قاله الحسن .

الثاني : وما عظموه حق عظمته إذ دعوا إلى عبادة غيره ، قاله السدي .

الثالث : ما وصفوه حق صفته ، قاله قطرب .

{ والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة } فيه وجهان :

أحدهما : أن قبضة لها استبدالها{[2382]} بغيرها لقوله { يوم تبدل الأرض } [ إبراهيم : 48 ] وهو محتمل .

الثاني : أي هي في مقدوره كالذي يقبض عليه القابض في قبضته .

{ والسموات مطويات بيمينه } فيه وجهان :

أحدهما : بقوته لأن اليمين القوة .

الثاني : في ملكه كقوله { وما ملكت أيمانكم } [ النساء : 36 ] .

ويحتمل طيها بيمينه وجهين :

أحدهما : طيها يوم القيامة . لقوله :{ يوم نطوي السماء } .

الثاني : أنها في قبضته مع بقاء الدنيا كالشيء المطوي لاستيلائه عليها .

{ سبحانه وتعالى عما يشركون } روى صفوان بن سليم أن يهودياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا القاسم إن الله أنزل عليك { والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } فأين يكون الخلق ؟ قال : " يكونون في الظلمة عند الجسر حتى ينجي الله من يشاء " . قال : والذي أنزل التوراة على موسى ما على الأرض أحد يعلم هذا غيري وغيرك .


[2382]:هكذا بالأصول والصواب أن يقال استبدال غيرها بها لأن الباء تدخل على المتروك كقوله تعالى: {وبدلناهم بجنتيهم جنتين دواتي أكل خمط} الآية.