الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قُلۡ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّٗا فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَهُوَ يُطۡعِمُ وَلَا يُطۡعَمُۗ قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ مَنۡ أَسۡلَمَۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (14)

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله { وله ما سكن في الليل والنهار } يقول : ما استقر في الليل والنهار . وفي قوله { قل أغير الله أتخذ ولياً } قال : أما الولي فالذي يتولاه ويقر له بالربوبية .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس { فاطر السماوات والأرض } قال : بديع السماوات والأرض .

وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن جرير وابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس قال : كنت لا أدري ما فاطر السماوات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر ، فقال ، أحداهما : أنا فطرتها . يقول : أنا ابتدأتها .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { فاطر السماوات والأرض } قال : خالق السماوات والأرض .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله { وهو يطعِم ولا يطعَم } قال : يرزق ولا يُرزق .

وأخرج النسائي وابن السني والحاكم والبيهقي في الشعب وابن مردويه عن أبي هريرة قال « دعا رجل من الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقنا معه ، فلما طعَم النبي صلى الله عليه وسلم وغسل يده قال : «الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم ومنَّ علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء حسن أبلانا ، الحمد لله غير مودع ربي ولا مكافأ ولا مكفور ولا مستغني عنه ، الحمد لله الذي أطعمنا من الطعام ، وسقانا من الشراب ، وكسانا من العرى ، وهدانا من الضلال ، وبصرنا من العمى ، وفضلنا على كثير من خلقه تفصيلاً ، الحمد لله رب العالمين » .