تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{قُلۡ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّٗا فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَهُوَ يُطۡعِمُ وَلَا يُطۡعَمُۗ قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ مَنۡ أَسۡلَمَۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (14)

{ قل أغير الله } ، وذلك أن كفار قريش قالوا : يا محمد ، ما يحملك على ما أتيتنا به ، ألا تنظر إلى ملة أبيك عبد الله وملة جدك عبد المطلب وإلى سادات قومك يعبدون

اللات والعزى ومناة ، فتأخذ به ، وتدع ما أنت عليه ، وما يحملك على ذلك إلا الحاجة ، فنحن نجمع لك من أموالنا ، وأمره بترك عبادة الله ، فأنزل الله : { قل أغير الله } { أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض } ، فعظم نفسه ليعرف توحيده بصنعه ، { وهو يطعم ولا يطعم } ، وهو يرزق ولا يرزق ، لقولهم : نجمع لك من أموالنا ما يغنيك ، { قل } لهم { إني أمرت أن أكون أول من أسلم } ، يعني أول من أخلص من أهل مكة بالتوحيد ، ثم أوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : { ولا تكونن من المشركين } ، لقولهم للنبي ، عليه السلام : ارجع إلى ملة آبائك .