اثنتان وخمسون آية وقيل إحدى وخمسون
وهي مكية كما أخرجه ابن مردويه عن ابن عباس . وأخرجه ابن مردويه أيضاً عن الزبير ، وحكاه القرطبي عن الحسن وعكرمة وجابر بن زيد وقتادة إلا آيتين منها وقيل إلا ثلاث آيات نزلت في الذين حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي قوله : ( { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً } ) إلى قوله : ( { فإن مصيركم إلى النار } ) . وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس قال : هي مكية سوى آيتين منها نزلتا بالمدينة ، وهي { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً } الآيتين نزلتا في قتلى بدر من المشركين .
قوله : { الر } قد تقدم الكلام في أمثال هذا ، وبيان قول من قال إنه غير متشابه ، وهو إما مبتدأ خبره كتاب ، أو خبر مبتدأ محذوف ، ويكون { كِتَابٌ } خبراً لمحذوف مقدّر ، أو خبراً ثانياً لهذا المبتدأ ، أو يكون { الر } مسروداً على نمط التعديد فلا محلّ له ، و{ أنزلناه إِلَيْكَ } صفة لكتاب : أي أنزلنا الكتاب إليك يا محمد ، ومعنى { لِتُخْرِجَ الناس مِنَ الظلمات إِلَى النور } لتخرجهم من ظلمات الكفر والجهل والضلالة إلى نور الإيمان والعلم والهداية . جعل الكفر بمنزلة الظلمات ، والإيمان بمنزلة النور على طريقة الاستعارة ، واللام في { لتخرج } للغرض والغاية ، والتعريف في الناس للجنس ، والمعنى : أنه صلى الله عليه وسلم يخرج بالكتاب المشتمل على ما شرعه الله لهم من الشرائع مما كانوا فيه من الظلمات إلى ما صاروا إليه من النور . وقيل : إن الظلمة مستعارة للبدعة ، والنور مستعار للسنّة . وقيل : من الشك إلى اليقين . ولا مانع من إرادة جميع هذه الأمور ، والباء في { بِإِذْنِ رَبّهِمْ } متعلقة ب «تخرج » ، وأسند الفعل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه الداعي والهادي والمنذر . قال الزجاج : بما أذن لك من تعليمهم ودعائهم إلى الإيمان { إلى صِرَاطِ العزيز الحميد } هو بدل من { إلى النور } بتكرير العامل كما يقع مثله كثيراً ، أي : لتخرج الناس من الظلمات إلى صراط العزيز الحميد ، وهو طريقة الله الواضحة التي شرعها لعباده ، وأمرهم بالمصير إليها والدخول فيها ، ويجوز أن يكون مستأنفاً بتقدير سؤال ، كأنه قيل : ما هذا النور الذي أخرجهم إليه ؟ فقيل : صراط العزيز الحميد ، والعزيز هو القادر الغالب ، والحميد هو الكامل في استحقاق الحمد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.