فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَكَادُ ٱلۡبَرۡقُ يَخۡطَفُ أَبۡصَٰرَهُمۡۖ كُلَّمَآ أَضَآءَ لَهُم مَّشَوۡاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظۡلَمَ عَلَيۡهِمۡ قَامُواْۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (20)

وقوله { يَكَادُ البرق يَخْطَفُ أبصارهم } جملة مستأنفة ، كأنه قيل : فكيف حالهم مع ذلك البرق ؟ ويكاد : يقارب . والخطف : الأخذ بسرعة ، ومنه سمي الطير خطافاً لسرعته . وقرأ مجاهد { يَخْطِفُ } بكسر الطاء ، والفتح أفصح . وقوله : { كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مشَوْا فِيهِ } كلام مستأنف كأنه قيل : كيف تصنعون في تارتي خفوق البرق ، وسكونه ؟ وهو : تمثيل لشدّة الأمر على المنافقين بشدّته على أهل الصيب ، { وَلَوْ شَاء الله لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وأبصارهم } بالزيادة في الرعد ، والبرق { إِنَّ الله على كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ } وهذا من جملة مقدوراته سبحانه .

/خ20