فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَقَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ءَايَةَ مُلۡكِهِۦٓ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلتَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَبَقِيَّةٞ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَىٰ وَءَالُ هَٰرُونَ تَحۡمِلُهُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (248)

والتابوت ، فعلوت من التوب ، وهو الرجوع ؛ لأنهم يرجعون إليه ، أي : علامة ملكه إتيان التابوت الذي أخذ منهم ، أي : رجوعه إليكم ، وهو صندوق التوراة . والسكينة فعيلة مأخوذة من السكون ، والوقار ، والطمأنينة أي : فيه سبب سكون قلوبكم فيما اختلفتم فيه من أمر طالوت . قال ابن عطية : الصحيح أن التابوت كانت فيه أشياء فاضلة من بقايا الأنبياء ، وآثارهم ، فكانت النفوس تسكن إلى ذلك ، وتأنس به ، وتتقوى . وقد اختلف في السكينة على أقوال سيأتي بيان بعضها ، وكذلك اختلف في البقية ، فقيل : هي عصا موسى ، ورُضَاض الألواح ، وقيل : غير ذلك . قيل : والمراد بآل موسى ، وهارون هما أنفسهما . أي : مما ترك هارون ، وموسى ، ولفظ «آل » مقحمة ، لتفخيم شأنهما ، وقيل المراد : الأنبياء من بني يعقوب ؛ لأنهما من ذرية يعقوب ، فسائر قرابته ومن تناسل منه آل لهما .

/خ252