{ وَأَذّن فِي الناس بالحج } قرأ الحسن وابن محيصن : «وآذن » بتخفيف الذال والمدّ . وقرأ الباقون بتشديد الذال ، والأذان الإعلام ، وقد تقدّم في براءة .
قال الواحدي : قال جماعة المفسرين : لما فرغ إبراهيم من بناء البيت جاءه جبريل فأمره أن يؤذن في الناس بالحج ، فقال : يا ربّ ، من يبلغ صوتي ؟ فقال الله سبحانه : أذن وعليّ البلاغ ، فعلا المقام فأشرف به حتى صار كأعلى الجبال ، فأدخل أصبعيه في أذنيه وأقبل بوجهه يميناً وشمالاً وشرقاً وغرباً وقال : يا أيها الناس ، كتب عليكم الحج إلى البيت فأجيبوا ربكم ، فأجابه من كان في أصلاب الرجال وأرحام النساء : لبيك اللّهم لبيك . وقيل : إن الخطاب لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم . والمعنى : أعلمهم يا محمد بوجوب الحجّ عليهم ، وعلى هذا فالخطاب لإبراهيم انتهى عند قوله : { والركع السجود } وقيل : إن خطابه انقضى عند قوله : { وَإِذْ بَوَّأْنَا لإبراهيم مَكَانَ البيت } وأن قوله : { أَن لاَ تُشْرِكْ بِي } وما بعده خطاب لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقرأ الجمهور { بالحجّ } بفتح الحاء ، وقرأ ابن أبي إسحاق في كل القرآن بكسرها { يَأْتُوكَ رِجَالاً } هذا جواب الأمر ، وعده الله إجابة الناس له إلى حجّ البيت ما بين راجل وراكب ، فمعنى { رجالاً } : مشاة ، جمع راجل . وقيل : جمع رجل . وقرأ ابن أبي إسحاق «رجالاً » بضم الراء وتخفيف الجيم . وقرأ مجاهد : «رجالى » على وزن فعالى مثل كسالى . وقدّم الرجال على الركبان في الذكر لزيادة تعبهم في المشي ، وقال : { يأتوك } وإن كانوا يأتون البيت ، لأن من أتى الكعبة حاجاً فقد أتى إبراهيم ، لأنه أجاب نداءه { وعلى كُلّ ضَامِرٍ } عطف على { رجالا } أي وركباناً على كل بعير . والضامر : البعير المهزول الذي أتعبه السفر ، يقال : ضمر يضمر ضموراً ، ووصف الضامر بقوله : { يَأْتِينَ } باعتبار المعنى ؛ لأن ضامر في معنى ضوامر ، وقرأ أصحاب ابن مسعود وابن أبي عبلة والضحاك «يأتون » على أنه صفة ل{ رجالاً } . والفجّ : الطريق الواسع ، الجمع فجاج ، والعميق : البعيد . واللام في { ليَشْهَدُوا منافع لَهُمْ } متعلقة بقوله : { يأتوك } وقيل : بقوله : و{ أذن } والشهود : الحضور ، والمنافع هي تعمّ منافع الدنيا والآخرة . وقيل : المراد بها : المناسك . وقيل : المغفرة ؛ وقيل : التجارة كما في قوله : { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً من رَبّكُمْ } [ البقرة : 198 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.