تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{إِذۡ جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠} (10)

9

{ إذ جاءكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا }

المفردات :

من فوقكم : من أعلى الوادي من جهة المشرق وهم بنو غطفان بنو قريظة .

ومن أسفل منكم : من أسفل الوادي من جهة المغرب وهم قريش وباقي حلفائهما .

زاغت الأبصار : مالت عن مستوى نظرها حيرة ودهشة .

بلغت القلوب الحناجر : فزعت فزعا شديدا والحناجر جمع حنجرة وهي الحلقوم حيث مخرج الصوت .

التفسير :

واذكروا حين جاءتكم الأحزاب من أعلى الوادي من جهة المشرق وجاء اليهود من أسفل الوادي من جهة المغرب وقيل غير ذلك .

والخلاصة : أن الأعداء كانوا كثيرين وأن هجومهم كان من جبهتين قريش والأحزاب من جبهة واليهود من جبهة أخرى واشتد الكرب بالمسلمين وباتوا في حالة من الترقب خشية هجوم الأعداء عليهم من الأمام والخلف وعبر القرآن عن هذا القلق بقوله :

{ وإذ زاغت الأبصار . . . } حين مالت عن كل شيء فلم تلتفت إلا إلى عدوها .

{ وبلغت القلوب الحناجر . . . } أي خافت القلوب خوفا شديدا كأنها من خوفها بلغت الحناجر .

{ وتظنون بالله الظنونا . . . } وتظنون بالله مختلف الظنون فالمؤمنون توقعوا من الله النصر والتأييد ورأوا في ذلك امتحانا يستحق الصبر والرضا واليقين وقالوا : هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله .

أما المنافقون فقد ظهر نفاقهم ومرض قلوبهم وظنوا أن الأحزاب ستنتصر على المؤمنين وستدخل المدينة غازية منتصرة وسيهزم المؤمنون أمام المشركين .