التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِذۡ جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠} (10)

قوله تعالى { إذا جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون } .

قال البخاري : حدثني عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا عبدة ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها : { إذا جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذا زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر } . قالت : كان ذاك يوم الخندق .

( الصحيح 7/461- ك المغازي ، ب غزوة الخندق . . . ) وأخرجه مسلم ( الصحيح 4/2316 ح3020- ك التفسير ) .

قال أحمد : ثنا أبو عامر ، ثنا الزبير بن عبد الله ، حدثني ربيح بن عبد الرحمن ابن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، عن أبي سعيد قال : قلنا يوم الخندق : يا رسول الله ، هل من شيء نقوله ، فقد بلغت القلوب الحناجر ؟ قال : ( نعم ، اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا ) . قال : فضرب الله عز وجل وجوه أعدائه بالريح ، فهزمهم الله عز وجل بالريح .

( المسند 3/3 ) وأخرجه الطبري ( التفسير 21/127 ) عن ابن المثنى ، عن أبي عامر به . وعزاه الهيثمي لأحمد والبزار ، وقال : وإسناد البزار متصل ورجاله ثقات ، وكذلك رجال أحمد ، إلا أن في المسند : عن ربيح بن أبي سعيد عن أبيه ، وهو في البزار : عن أبيه عن جده ( مجمع الزوائد10/136 ) . وهو في الطبري على الصواب كما في البزار ، وأصلحنا إسناد أحمد حتى يوافقهما .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد { إذ جاءوكم من فوقكم } قال عيينة بن بدر في أهل نجد : { ومن أسفل منكم } ، قال أبو سفيان : قال : وواجهتهم قريظة .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { وإذا زاغت الأبصار } : شخصت .

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى : { وبلغت القلوب الحناجر } قال : شخصت من مكانها ، فلولا أنه ضاق الحلقوم عنها أن تخرج لخرجت .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن الحسن { وتظنون بالله الظنونا } قال : ظنونا مختلفة : ظن المنافقون أن محمدا وأصحابه يستأصلون ، وأيقن المؤمنون أن ما وعدهم الله حق ، إنه سيظهره على الدين كله ولو كره المشركون .