السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَتَذَرُونَ ٱلۡأٓخِرَةَ} (21)

{ ويذرون } أي : يتركون على أي وجه كان ولو أنه غير مستحسن { الآخرة } لأنهم يبغضونها لارتكابهم ما يضرّهم فيها وجمع الضمير وإن كان مبنى الخطاب مع الإنسان للمعنى . وقرأ { يحبون } و{ يذرون } ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بياء الغيبة فيهما حملاً على لفظ الإنسان المذكور أوّلاً ؛ لأنّ المراد به الجنس ، لأنّ الإنسان بمعنى الناس والباقون بتاء الخطاب فيهما إما خطاباً لكفار قريش أي : تحبون يا كفار قريش العاجلة أي : الدار الدنيا والجاه فيها وتتركون الآخرة والعمل لها ، وإما التفاتاً عن الإخبار عن الجنس المتقدّم والإقبال عليه بالخطاب .