الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ قُلُوبٞ يَعۡقِلُونَ بِهَآ أَوۡ ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۖ فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ} (46)

{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ } يعني كفّار مكة فينظروا إلى مصارع المكذّبين من الأُمم الخالية .

{ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ } يعلمون بها { أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } فيتفكروا ويعتبروا .

{ فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } تأكيد ، كقوله سبحانه

{ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ } [ الأنعام : 38 ] وقوله تعالى

{ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم } [ آل عمران : 167 ] .

قال ابن عباس ومقاتل : لمّا نزل

{ وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى } [ الإسراء : 72 ] جاء ابن أم مكتوم النبي صلى الله عليه وسلم باكياً فقال : يا رسول الله أنا في الدنيا أعمى أفأكون في الآخرة أعمى ؟ فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية . { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ }