{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ في الأرض } حثٌّ لهم أن يُسافروا ليرَوا مصارع المهلَكين فيعتبروا وهمُ وإنْ كانُوا قد سافروا فيها ولكنَّهم حيث لم يُسافروا للاعتبارِ جُعلوا غيرَ مسافرين فحثُّوا على ذلك . والفاءُ لعطفِ ما بعدها على مقدَّرٍ يقتضيه أي أغفِلُوا فلم يسيروا فيها { فَتَكُونَ لَهُمْ } بسبب ما شاهدُوه من موادِّ الاعتبار ومظانِّ الاستبصار { قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا } يجب أنْ يُعقل من التَّوحيدِ { أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } ما يجبُ أنْ يُسمع من الوحيِ أو من أخبارِ الأُممِ المُهلَكة ممَّن يُجاورهم من النَّاسِ فإنَّهم أعرف منهم بحالِهم { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبصار } الضَّميرُ للقصَّةِ أو مبهمٌ يفسِّرُه الأبصارُ . وفي تعمى ضمير راجعٌ إليه وقد أقيم الظَّاهرُ مُقامَه { ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } أي ليس الخللُ في مشاعرِهم وإنَّما هو في عقولِهم باتِّباع الهَوَى والانهماكِ في الغَفْلةِ . وذكر الصُّدورِ للتَّأكيدِ ونفيِ تَوهُّمِ التَّجوزِ وفضل التَّنبيه على أنَّ العَمَى الحقيقيَّ ليس المتعارف الذي يختصُّ بالبصر ، قيل : لمَّا نزل قوله تعالى : { وَمَن كَانَ في هذه أعمى } قال ابنُ أُمِّ مكتومٍ : يا رسولَ الله ، أنا في الدُّنيا أعمى أفأكونُ في الآخرةِ أعمى ؟ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.