الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُ إِلَيۡكَ حَتَّىٰٓ إِذَا خَرَجُواْ مِنۡ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ مَاذَا قَالَ ءَانِفًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهۡوَآءَهُمۡ} (16)

{ وَمِنْهُمْ } يعني ومن هؤلاء الكفّار { مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ } وهم المنافقون يستمعون قولك ، فلا يعونه ، ولا يفهمونه تهاوناً منهم بذلك ، وتغافلاً { حَتَّى إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ } من الصحابة { مَاذَا قَالَ آنِفاً } ( الآن ) وأصله الابتداء . قال مقاتل : وذلك أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يخطب ويحث المنافقين ، فسمع المنافقون قوله ، فلمّا خرجوا من المسجد سألوا عبد الله بن مسعود عمّا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاءً وتهاوناً منهم بقوله .

قال ابن عبّاس في قوله : { لِلَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ } : أنا منهم وقد سئلت فيمن سئل . قال قتادة : هؤلاء المنافقون ، دخل رجلان : رجل عقل عن الله تعالى وانتفع بما سمع ، ورجل لم يعقل عن الله ، فلم ينتفع بما سمع ، وكان يقال : النّاس ثلاثة : سامع عاقل ، وسامع عامل ، وسامع غافل تارك .

{ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ } فلم يؤمنوا . { وَاتَّبَعُواْ أَهْوَآءَهُمْ }