إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُ إِلَيۡكَ حَتَّىٰٓ إِذَا خَرَجُواْ مِنۡ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ مَاذَا قَالَ ءَانِفًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهۡوَآءَهُمۡ} (16)

{ وَمِنْهُمْ مَن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ } هم المنافقونَ وإفرادُ الضميرِ باعتبارِ لفظِ مَنْ كما أنَّ جمعَهُ فيما سيأتي باعتبارِ معناها . كانُوا يحضُرون مجلسَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فيسمعونَ كلامَهُ ولا يَعُونَهُ ولا يُراعونَهُ حقَّ رعايتِه تهاوناً منهُم . { حتى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا العلم } من الصحابةِ رضي الله عنهُم { مَاذَا قَالَ آنِفاً } أي ما الذي قالَ الساعةَ على طريقةِ الاستهزاءِ وإن كان بصورةِ الاستعلامِ . وآنِفاً من قولِهم أنْفُ الشيءِ لما تقدمَ منه مستعارٌ من الجارحةِ ومنه استأنفَ الشيءَ وائتنفَ ، وهو ظرفٌ بمعنى وقتاً مؤتنفاً . أو حالٌ من الضمير في قالَ . وقُرِئ أَنِفَاً . { أولئك } الموصوفونَ بما ذُكِرَ { الذين طَبَعَ الله على قُلُوبِهِمْ } لعدمِ توجههم نحوَ الخيرِ أصلاً . { واتبعوا أَهْوَاءهُمْ } الباطلةَ فلذلك فعلُوا ما فعلُوا مما لا خيرَ فيهِ .