الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ كَمَآ ءَامَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ كَمَآ ءَامَنَ ٱلسُّفَهَآءُۗ أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَٰكِن لَّا يَعۡلَمُونَ} (13)

قوله تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ءَامِنُواْ كَمَا ءَامَنَ الناس . . . }[ البقرة :13 ] الآية : المعنى : صدِّقوا بمحمَّد وشرعه ، كما صدَّقَ المهاجرون والمحقِّقون من أهل يثرب ، قالوا : أنكون كالذين خَفَّت عقولهم ، والسفه : الخفَّة والرقَّة الداعيةُ إِلى الخفة ، يقال : ثوب سَفِيهٌ ، إِذا كان رقيقًا هَلْهَلَ النَّسْجِ ، وهذا القول إِنما كانوا يقولونه في خفاء ، فَأَطْلَعَ اللَّه عليه نبيَّه عليه السلام والمؤمنين ، وقرر أن السفه ورقَّة الحلوم وفساد البصائرِ إِنما هو في حيِّزهم ، وصفةٌ لهم ، وأخبر أنهم لا يعلمون أنهم السفهاء لِلرَّيْنِ الَّذي على قلوبهم .