الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ كَمَآ ءَامَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ كَمَآ ءَامَنَ ٱلسُّفَهَآءُۗ أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَٰكِن لَّا يَعۡلَمُونَ} (13)

قوله : ( كَمَا ءَامَنَ السُّفَهَاءُ )[ 12 ] .

أصل السفه قلة( {[891]} ) الحلم ، فقيل للجاهل سفيه لقلة حلمه( {[892]} ) يقال : ثوب سفيه ، أي( {[893]} ) بال رقيق( {[894]} ) .

قول : ( أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ )[ 12 ] .

ردَّ الله عليهم قولهم وأعلم المؤمنين أنهم أحق بهذا الاسم ، ولا عذر لهم فيما وصفهم الله به من السفه لأنهم إنما لحقهم ذلك إذ عَابوا الحق وخالفوه ، وسفهوا المؤمنين واستحقوا هذا الاسم لفعلهم ، وكانوا به أولى من المؤمنين .

قوله : ( وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ )[ 12 ] .

معناه [ أنهم لا يعلمون ]( {[895]} ) أنهم أولى بهذا الاسم وهو السفه ، وأن الله يطلع المؤمنين على ما يبطنون .


[891]:- في ح: ورقة. وفي ق: رقة. وكلاهما تحريف.
[892]:- في ع2: علمه.
[893]:- سقط من ع2.
[894]:- انظر: هذا الشرح في المحرر الوجيز 1/119، وتفسير القرطبي 1/203.
[895]:- سقط من ع1، ع3.