فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ كَمَآ ءَامَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ كَمَآ ءَامَنَ ٱلسُّفَهَآءُۗ أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَٰكِن لَّا يَعۡلَمُونَ} (13)

{ السفهاء } ضعاف العقول ، الجهال

{ وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء } دعوا إلى التخلي عن المكر والكفر فنفروا ، ونودوا إلى التحلي بالتصديق بالحق واتباع الرشد فخسروا ، وآذوا أهل اليقين ، ورموهم بخفة العقل ، وقلة المعرفة ، وضعف الرأي ؛ عن ابن عباس ما حاصله{[144]} : وإذا قيل لهم صدقوا كما صدق أصحاب محمد الذين تعرفونهم من أهل التصديق الراسخ بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به من عند الله ، وباليوم الآخر ، فقالوا إجابة لقائل ذلك لهم : أنؤمن كما آمن أهل الجهل ونصدق بمحمد كما صدق به هؤلاء الذين لا عقول لهم ولا أفهام ؟ { ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون } قال ابن كيسان يقال : ما على من لم يعلم أنه مفسد من الذم ؛ وإنما يذم إذا علم أنه مفسد ثم أفسد على علم ، قال : ففيه جوابان : أحدهما- أنهم كانوا يعملون الفساد سرا ويظهرون الصلاح وهم لا يشعرون أن أمرهم يظهر عند النبي صلى الله عليه وسلم ، والوجه الآخر : أن يكون فسادهم عندهم صلاحا وهم لا يشعرون أن ذلك فسادا وقد عصوا الله ورسوله في تركهم تبين الحق واتباعه .


[144]:روى نحو ذلك عنه أبو جعفر بن جرير الطبري.