واختلف المتأوِّلون في قوله : { يخادعون الله }[ البقرة :9 ] ، فقال الحسن بن أبي الحسن : المعنى يُخَادِعُون رسول اللَّه ، فأضافَ الأمرَ إلى اللَّه تجوُّزاً لتعلُّق رسوله به ، ومخادعتُهم هي تحيُّلهم في أن يُفْشِيَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ، والمؤمنون إليهم أسرارهم .
( ع ) تقول خادَعْتُ الرجُلَ بمعنى : أعملْتُ التحيُّل عليه ، فَخَدَعْتُهُ بمعنى : تمَّت عليه الحيلة ، ونفذ فيه المرادُ ، وقال جماعةٌ : بل يخادعون اللَّهَ ، والمؤمنين بإِظهارهم من الإِيمان خلافَ ما أبطنوا من الكفر ، وإِنما خدعوا أنفسهم لحصولهم في العذاب ، { وَمَا يَشْعُرُونَ }[ البقرة :9 ] بذلك معناه : وما يعلمون علْمَ تفطُّن وتَهَدٍّ ، وهي لفظة مأخوذة من الشِّعَار كأن الشيء المتفطَّن له شعار للنَّفْس ، وقولهم : لَيْتَ شِعْرِي : معناه : ليت فطنتي تُدْرِكُ .
واختلف ، ما الذي نَفي اللَّه عنهم أنْ يشعروا له ، فقالت طائفة : وما يَشْعُرُونَ أنَّ ضرَرَ تلْكَ المخادَعَةِ راجعٌ عليهم ، لخلودهم في النَّار ، وقال آخرون : وما يَشْعُرُونَ أنَّ اللَّه يكشف لك سِرَّهم ومخادعتهم في قولهم : { ءَامَنَّا } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.